لم يكن كلانا "أنا ورشا" يعرف أن هذا سيكون الحوار الأخير الذي ستجريه في حياتها المليئة بالخير والحب للجميع حتى الذين لا تعرفهم حق المعرفة، ففتحت قلبها وتحدث عن مشوارها الإعلامي وطموحاتها مؤكدة أن الفضل الأول في نجاحها يرجع إلى والديها الكرام بعد الله سبحانه وتعالى .
متى بدأت مشوارك الاعلامي ؟
كان مشواري طويلاً ، أنا في الأساس خريجة كلية الحقوق ، كان حلم حياتي طول عمري أن أعمل مذيعة . وكان أهلي مؤمنون بكوني سأكون مذيعة ومنذ طفولتي أطلق عليّ والدي رشا مدينة على اسم المذيعة السورية رشا مدينة، وكان والدي حفظهما الله وباركهما يسانداني منذ الطفولة لتحقيق حلمي وكانا يؤكدا لي أنني سأصل لهدفي ذات يوم حتى عندما دخلت كلية الحقوق لم يخدم الأمل لدينا حتى أصبحت مذيعة بالفعل في قناة دبي الرياضة وكان أول لقاء لي واختباري على الحواء مباشرة في حلقة حوارية مع مرتضى منصور في ظل أزمته مع نادي الزمالك . وقبلها عملت محامية ثم اتجهت إلى كارير الصحافة إلى أن عملت في قناة دبي الرياضية .
ومنذ أول حوار مع مرتضى منصور ربطتني به علاقة طيبة وبعدها قمت بتغطيات جيدة لأزمة نادي الزمالك لدرجة أني ضربت ذات مرة مع مرتضى منصور، أذكر أنني قفزت من فوق الماسورة لأجري حواراً مع عمرو زكي يوم توقيعه العقد مع نادي الزمالك وممثله المستشار مرتضى منصور وانتقدني الكثيرون، وقالوا لي كيف تفعلين هذا وأنت بنت ولكني لا أرى أن هناك فارقاً بين البنت والرجل في العمل جميعنا سواء ومن حقنا المقاتلة في سبيل النجاح .
وكيف عملتيِ في قناة مودرن سبورت ؟
في البداية عملت في قناة دبي الرياضية ، ومنها طلب مني أ/ محمد الطويل منتج برنامج احتراف وكان أكبر برنامج بعد "الكرة مع شوبير" في قناة دريم ، أن أكون مديرة البرنامج وأعني بكل صغيرة وكبيرة بداية من متابعتي لكل شيء مع د.علاء صادق والمذيع الجميل هشام رشاد، وكنت أيضاً مراسلة من الملاعب وكنت مسئولة عن الإنتاج والضيوف وكل شيء. هذا أكسبني خبرة كبيرة جداً، فالعمل مع برنامج "احتراف" كان انتقالة كبيرة في حياتي المهنية ، أكسبني ثقة كبيرة وعلاقات في العمل ومصادر للعمل الإعلامي فكان كابتن أيمن يونس متواجد معي دائماً وكان عملي دائماً مع اتحاد كرة القدم . بعد ذلك قدمت برنامج اسمه "سبورت بلس" في قناة سعودية ، وكان على الهواء مباشرة ، حيث تناول مشاكل الرياضة في مصر والوطن العربي وكانت حلاقاتها قوية جداً ، ومنها عملت مع د. علاء أيضاً في قناة الاقتصادية العربية في برنامج اسمه " 90 دقيقة رياضة " وعملي مع د. علاء علمني كثيراً لأنه شخصية قوية جدا في مجاله وموسوعة استفادت منه، وكان يثق في جداً.
أما حكايتي مع مودرن فبدأت منذ إعجابي بها منذ أن تم افتتاحها ، وأعجبتُ بنجومها وتمنيت أن أكون وسطهم ، وتحققت الأمنية الغالية عندما هاتفني د.أيمن يونس وقال لي " رشا نحب أن تكوني معنا في مودرن سبورت" وقتها طرت من الفرحة لأني سأكون وسط كابتن مدحت شلبي ود.علاء ومحمود الخطيب وغيرهم من أساتذة الصحافة، وقتها أعربت له عن سعادتي وقال لي تعالي لتقابلي د.وليد دعبس ، وقتها كنت البنت الوحيدة في القناة حتى برنامج "ستاد حواء".
أخبريني كيف راودتكِ فكرة برنامج "استاد حواء"؟
عرضت فكرة البرنامج من فترة وكنت أريد أن يكون اسمه "كابتن حوا" وتزامنت الفكرة مع رغبة القناة في تقديم برنامج رياضي نسائي، وصغت الفكرة وبلورت عناصرها وقولت لهم أنني أريد أن يكون البرنامج نسائي يهتم بالمرأة وما يخصها في جميع نواحي الحياة ، وتمت الموافقة على البرنامج ليكون لي برنامجي الخاص بعد عامين ونصف من العمل في مودرن سبورت، ولأن نهج القناة في التقديم أن يكون مذيعين فقالوا أتوا بزميلتي هبة ، وكانت تتدرب في مودرن مصر ولما تأخر افتتاح القناة شاركتني التقديم ، وبالطبع " ستاد حوا" اسم الدكتور وليد دعبس .
لماذا بدأتِ أول حلقة من "استاد حوا" مع غشاء البكارة والألعاب المؤدية لفقدان العذرية؟
الموضوع كان مهم جدا، وكل أم تسأل نفسها ألف مرة إن كانت توافق على أن تلعب ابنتها جمباز أو كراتيه أو دراجات ، وهل ذلك خطر على البنت أم لا ، ولكن في الوقت نفسه هناك الكثير من الأمهات ينقصهن هذه الثقافة، فكان من المهم جدا أن أعرض مخاطر هذه الألعاب وهل يمكن أن تؤدي إلى فقدان الفتاة لأعز ما تملك أم ماذا ؟ والحقيقة أن الفكرة تنسب إلى شروق معدة البرنامج حيث رأت أنها فكرة هامة خاصة وأن هذا أول برنامج نسائي رياضي يدخل في جميع ما يخص المرأة ويذاع على قناة متخصصة مصرية ، وأنا طبعاً لي الشرف أن أعمل في مثل هذا البرنامج الكبير .
وما هي ردود الأفعال التي وصلتك عن هذه الحلقة ؟
الرجال كانوا أكثر سعادة بهذه الفكرة، لقد استطلعت رأي زملائي في القناة بعد إذاعة الحلقة فأكدوا لي أن الفكرة رائعة وجريئة في البداية ، ودائماً ننوه أننا نخاطب جميع أفراد الأسرة بما لا يخدش الحياء ولا الذوق العام ، ونتحدث من منطلق الدين والعادات والتقاليد حتى يشاهدنا جميع أفراد الأسرة ،وهذا ما يميزنا عن البرامج الجريئة بشكل فج .
كيف ناقشتِ فكرة التحرش الجنسي في حلقتك الثانية ؟
أنا نفسي كنت شاهد عيان على حوادث تحرش جنسي داخل الملاعب، ورأيت أشياء كثيرة حدث ، صحيح أنني أرى أن اللوم يوجه إلى الفتيات المستفزات بإيماءاتهن وحركاتهن وملابسهن ، ولكن في المقابل هناك قلة أدب من الشباب المحروم الذي لا يميز ما بين محجبة والمتبرجة والمنتقبة ويرى أن التحرش لعبة جنسية تشبع غروره الذكوري .
من كان ضيوفك في هذه الحلقة ؟
المحامي محمد عادل وطبيب نفسي آخر، أما في الحلقة الأولى فكانت د. غادة الخولي أستاذ الطب النفسي ، ود.عمرو خضير رئيس قسم صحة المرأة في معهد ناصر، والحلقة الثالثة كانت مع كرة القدم النسائية والضيفة كانت د. سحر الهواري، وواجهت معنا الانتقادات الموجهة إليها وإلى كرة القدم النسائية.
في رأيك ماذا ينقص كرة القدم النسائية في مصر ؟
نحن في حاجة إلى المنافسات وإلى دوري كبير، وعلينا دخول كأس العالم وبطولة أفريقيا، على الأقل يجب أن تأخذ كرة القدم النسائية من حظ كرة قدم الرجال .
في رأيك ما سبب هوس البنات الآن بكرة القدم ( لعبها وتشجيعها ) مع أنه من المتعارف أنها لعبة يميل إليها الرجال أكثر
فوجئت عندما رأيت لاعبات لكرة القدم في الصعيد المصري ، وهذا يعني أن ثقافتنا الرياضية جيدة وصلت إلى درجة عالية من الرقي ، هذا ما علقت عليه إلى د.سحر الهواري عندما علمت بلاعبات كرة قدم في الصعيد وأرفع القبعة لكل فتاة ناجحة رياضياً ، ولكني كرشا ياسين الأم أحب أن تلعب البنت الرياضة الخفيفة والخفيفة التي لا تؤثر على جسمها ولا شكلها.
ولكني رأيت شيماء منصور أول حكم مصرية لكرة القدم ، وشكلها رقيق وتتمتع بأنوثتها
المشكلة في الاحتكاك بالرياضات الخشنة ومحوها لرقة الفتاة، وهذا لا يمنع أنني رأيت لاعبات لكرة القدم ورقيقات في الأسلوب مهتمات بمعالم الأنوثة كالأناقة ، وفي الوقت نفسه رأيت فتيات كرجال يلعبون في الملعب . ولا شك أن د.سحر الهواري ألقت الضوء على كرة القدم النسائية ودخلت في منافسات والحقيقة أنها امرأة فولاذية لا تكل ولا تمل من أجل تألق كرة القدم النسائية.
ما هي أمنياتك للبرنامج في الأيام القادمة ؟
أتمنى أن يكبر أكثر، ويسمّع لدى جميع الأسر وفي جميع الأوساط السياسية والاجتماعية ، أتمنى أن أدخل في أكثر في حياة المرأة الاجتماعية والسياسية ودورها في مجلس الشعب ، والكوتة النسائية .
ولكن هذا بعيد عن الرياضة
جميع النشاطات الاجتماعية والسياسية متعلقة بالرياضة ، فالمرأة من الممكن أن تكون سفيرة أو وزيرة وتكون رياضية تلعب أي نوع من أنواع الرياضية، فهناك الكثير من الطبيبات والمهندسات رياضيات في الأساس
وما رأيك في المكانة التي وصلت إليها المرأة الآن ؟
أرى أن حواء نجحت وبرعت في جميع المجالات ، ولكن هناك بعض المجالات التي لا يقبلها المجتمع والمشكلة لدينا في ثقافة المجتمع ، فالمرأة لم تنجح اجتماعياً ومهنياً عندما عملت كضابط شرطة ، وأرى أنها لو كانت ضابط في المطار أو في بعض الأماكن الخاصة لتفتيش النساء والتعامل معهن لكانت أكثر نجاحاً ، ورغم عملي كمذيعة رياضية إلا أن البعض ينتقد دخولي في الجانب الرياضي لأنني امرأة ويرى أن الرجال فقط هم المخولون للحديث عن الرياضة ومن جانب آخر هناك الكثيرون الذين يشجعون مغامرتي ومثابرتي ، ولكن أنا شخصياً غير موافقة على أن تتقلد منصب القاضي لأن العاطفة تغلبها ، ولا مانع من أن تُفتح جميع المجالات للمرأة وتختار هي ما ترى قدرتها على الإنجاز فيه ، المهم أن تربي الأم ابنتها على أساس ديني وتزرع فيها نقطة الاعتماد على النفس والقدرة على تخطي الأزمات، ويجب أن تعمل كل أم على توعية ابنتها بأن الأم مدرسة إن أعددتها أعدد شعباً طيب الأعراق ، وبالتالي يجب أن يكون استقرار الأسرة هو هدف المرأة الأول لأن الأسرة هي خلية المجتمع الأولى والتي إذا انهارت سينهار المجتمع ولن تستطيع المرأة تحقيق نجاحات في مجتمع فاشل.
كيف ترين مستقبل الرياضة النسائية في مصر ؟
أرى أن لدينا أبطال كثيرون في حاجة إلى أن يأخذوا حقهم ولكننا للأسف في مصر كرة القدم هي السائدة والأكثر مشاهدة واهتماماً ، لذا مهم جدا أن ألقي الضوء على الرياضة والبنات وأينما أدير وجهي نماذج رياضية مشرفة فقد رأيت في اتحاد التجديف سيدة جميلة جداً كابتن وسافرت إلى أمريكا وأخذت دراسات علمية وبطلة رياضية ولم يتحدث عنها أحد ، وأنوي أن أخصص لها حلقة كاملة في البرنامج .
ما هي مواصفات المرأة الناجحة بالنسبة لكِ ؟
الذكاء ، الثقافة ، الوعي ، الخبرة ، ويجب أن نضع 500 خط تحت كلمة الخبرة ، بالإضافة إلى إيمانها بإمكانياتها العملية ، والوعي والثقة بالنفس ، المرأة الناجحة ملمة بشتى بكافة الاتجاهات وتأخذ المعلومة وتبحث عنها ، يجب ألا تأخذ بظواهر الأمور ، وهام جدا العلاقات الاجتماعية وعليها اكتساب المصادر والمعرفة .
ما هو مفهوم الجمال بالنسبة لكِ ؟
جمال الشخصية ، والروح ، وجمال ثقافة المرأة ، لأنها تبهر الأنظار بثقافتها وذكائها ، فكل بنت لها جمال مختلف عن الأخرى ، فلو رأينا فتاة جميلة من الممكن أن نكرهها إذا تحدثت وظهرت شخصيتها السطحية الغير واعية والتافهة ، الحياء طبعا شعبة من مظاهر الإيمان ويجب أن تتحلى به المرأة أينما كانت ومهما اعتلت مركز.
كيف تقضين يومك ؟
أبدأ يومي بالصلاة وأفطر ، ثم أنظر إلى أجندة يومي وأجري اتصالاتي الخاصة بعملي ، ثم أذهب العمل أو الجيم ، ثم أعود إلى أسرتي ووالدي وإخوتي وأتناقش مهم في شئوننا العائلية ، لي أيضاً نشاطي السياسي فأنا مسئولة عن فتيات القاهرة في الحزب الوطني
بعض صور للمذيعه الراحله رشا ياسين
موضوع: بالصوت - Korabia.com ينفرد بآخر حوار للراحلة رشا ياسين 
الأربعاء ديسمبر 02, 2009 4:30 am
