كان وحيد امه و ما تبقى لها بعد موت والده,كانت ترعاه بعينيها و فؤادها الى ان شب و كبر و اصبح في الثامنة عشر و كان جميلا و بهي الطلعة. و بدا يشعر بتوعكات تبين بعد زيارة الطبيب و التحاليل و الصور المخبرية انه مصاب بداء خبيث عاجلا ام اجلا سيقضى عليه.و بدات امه ترافقه في كل تحركاته مما ادى الى انزوائه بالمنزل و الابتعاد عن اعين الناس.وفي يوم تعب من الهرب فقرر التنزه بالسوق القريب .هاهي امه تهيء نفسها لمرافقته فطلب منها ان تتركه لوحده .هذه المرة فقد مل حرصها عليه.
الجو هادىء و الهواء منعش و اخذ يمشي و ينظر الى واجهات المحال التجارية و فجاة وقع بصره على فتاة في داخل احد المحال فدخل بدون تردد و اخذ ينظر اليه و قلبه يتمنى ان يبقى مسمرا بجانبها.
"ااساعدك بشىء"_
"cdلو سمحت هذا ال "_
ااغلفه لك؟"_
نعم لو سمحت"_
فكانت تذهب الى زاوية في المحل و تعمل بعيدا عنه لكنها حاضرة تحت لهب انظاره.و هذه كانت حاله كل يوم.لكنه كان همه رؤيتها و ليس ما يشتريه فما ان يصل الى البيت يودع مشترياته درج الخزانة.
لاحظت امه تردده اليومي الى نفس المكان و نفس المشتريات, فحاولت سبر اعماقه و التسلل الى سره فنجحت.و هذا الخبر ابهجها لان ابنها سيكمل لحظا ته الاخيرة مبتهجا .فشجعته و قالت له: ادعيها لتزورنا و تكون صديقتك ادعيها الى السينما.لكنه كان يخجل البوح.و يوما قرر ان يكون شجاعا فطلب منها كالعادة تغليف الاسطوانة و في هذه اللحظة وضع لها رقم هاتفه على طاولته و قفل مسرعا.
انتظر منها اتصالا طوال الليل لكن بلا امل
.في اليوم التالي ليلا ,قررت الفتاة ان تكلمه ,اجابت امه على الهاتف فطلبت منها ان تكلمه لكن الجواب كان تؤهات بلا نهاية و بكاءقائلة :لقد توفي صباح اليوم.تالمت الفتاة و قالت لامها لقد استلطفته و شعرت انه احساسا متبادلا رحمه الله ."
كان ليل الام اصعب من النهار فلا النوم يزورها و لا صورة ابنها
,تكلم نفسها فتقول لو عرف اعجاب الفتاة به لربما كان اليوم حي. افكار و هواجس تنخر راسها.
وبعد بضعة ايام ,شجعت الام نفسها و دخلت الى غرفة ابنها ,تتحسس السرير و تعيد ترتيبه,تلمس اشيائه على الطاولة ,فتحت خزانتها علها تجده بين اشيائه,و ياللمفاجئة ,مئات الاسطونات مغلفة في الادراج.و رغبت الام بمعرفة اغاني ابنها المفضلة ما كان قد اختار,و بدات تفتح الغلاف ا لاول لكن كرتا صغيرا سقط على الارض,حملته باصابع ترتجف:انك تعجبني جدا فهل ممكن ان نكون اصدقاء؟
و غلاف اخر كرت اخر: لما لا تجيبني الا اعجبك؟
و توالت العبارات المرسلة لابنها لكنه لم يكن يقراها,و بكت بمرارة متسائلة لما لم يفتح ابني الغلاف, هل اراد ان يترك لمسات الفتاة عليها.اه لو انه علم و الف اه.
لو ان ابني مني بقلب شجاع و باح .قد يكون خاف على الفتاة من مرضه؟!
لو ان الفتاة سالته :هل اعجبتك الاسطوانه؟
لكنه القدر و بقى حب متالم لم يرى الفجر و لم يتقد.للاسف.
عزيزي القارىء لا تتنتظر طويلا قبل البوح بمشاعرك الجميلة التى تفرحك و تفرح من حولك من احباب و اصدقاء.فالزمن غدار