موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) 694264221
موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) 694264221
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
kelopatra_com
عضـو ذهبـى
عضـو  ذهبـى
kelopatra_com


انثى
عدد الرسائل : 1295
العمر : 43
البلـــد: : عند ربنا
الوظيفة: : كل سنه وانتوا بصحه وسعاده
الهوايات: : .......
مزاجـى: : موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) 8110
الهوايات: : موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) Unknow10
نقاط : 7064
التقدير : 4
تاريخ التسجيل : 11/06/2009

موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) Empty
مُساهمةموضوع: موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها)   موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) Icon_minitimeالخميس يونيو 03, 2010 10:34 pm

ا
لموضوع باين من عنوانه
الادب والاخلاق ف الاسلام





بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ انْتَجَبَهُ لِوَلَايَتِهِ وَاخْتَصَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَأَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ أَمِيناً عَلَى غَيْبِهِ وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ . وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ [1]

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} الحجرات/3

تقدم الحديث عن الآيتين السابقتين حول التأدب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وخلاصته:

1- لا يجوز التقدم على الله وعلى الرسول لا في قول ولا فعل ولا حكم .

2- لا يجوز لأحد أن يرفع صوته على صوت رسول الله .

أما هذه الآية فهي تتحدث عن أدب من آداب الإسلام مع القيادات وهو خفض الصوت بحضرتهم؛ وغض الصوت خلاف رفعه.

(ومعنى الامتحان الابتلاء والاختبار وإنما يكون لتحصيل العلم بحال الشيء المجهول قبل ذلك، وإذ يستحيل ذلك في حقه تعالى فالمراد به هنا التمرين والتعويد -كما قيل- أو حمل المحنة والمشقة على القلب ليعتاد بالتقوى.

والآية مسوقة للوعد الجميل على غض الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وآله بعد توصيفهم بأن قلوبهم ممتحنة للتقوى والذي امتحنهم لذلك هو الله سبحانه، وفيه تأكيد وتقوية لمضمون الآية السابقة وتشويق للانتهاء بما فيها من النهي.

وفي التعبير عنه صلى الله عليه وآله في هذه الآية برسول الله بعد التعبير عنه في الآية السابقة بالنبي إشارة إلى ملاك الحكم فإن الرسول بما هو رسول ليس له من الأمر شي‏ء فما له فلمرسلِه، وتعظيمه وتوقيره تعظيم لمرسلِه وتوقير له فغض الصوت عند رسول الله تعظيم وتكبير لله سبحانه، والمداومة والاستمرار على ذلك -كما يستفاد من قوله: {يَغُضُّونَ} المفيد للاستمرار- كاشف عن تخلقهم بالتقوى وامتحانه تعالى قلوبهم للتقوى)[2].

وكيف كان فهذه الآية بيان لما لهذا الأدب الرفيع الذي يأخذ به المسلمون أنفسهم بين يدي رسول اللّه من تربية عالية وخلق سام يبقى مدى الدهور وللأجيال القادمة بالإضافة لما أعد الله لصاحب هذا الخلق، من ثواب عظيم، وأجر كبير عند اللّه ..

الإعجاز في النظم القرآني:

القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة وقد أبهر العرب الذين يوصفون بالبلاغة وقد أذعنوا له مع مخالفتهم لأفكاره وفي هذه الآية تتجلى البلاغة بأجلى معانيها.

فقوله تعالى: {يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} أي يخفضونها حياء وإجلالا لتلك القيادة، وبما أن الغض هو من شؤون النظر وليس من شأن الصوت فالتعبير القرآني بغض الصوت يحتوي على إعجاز في التعبير القرآني قد لا يلتفت إلى هذا إلا القليل ..

قال بعض المفسرين: (وفي التعبير عن خفض الصوت بالغض الذي هو من شأن النظر، إذ يقال غضّ فلان بصره ولا يقال غض صوته، في هذا التعبير إعجاز من إعجاز النظم القرآني، الذي تحمله كلمات اللّه متحدية الجنّ والإنس جميعا ..

ذلك أن خفض الصوت إنما يكون عن مشاعر الحياء، التي من شأنها أن تنكسر معها حدة البصر، فلا يستطيع المرء أن يملأ عينيه ممن يهابه، ويجلّه، ويوقره .. فهو إذا نظر غضّ بصره، وإن هذا الغض من البصر يستولى على مخارج الصوت أيضا، فيحبس الصوت عن أن ينطلق إلى غاياته، بل يكسر حدته، كما كسرّ حدة النظر ..

ففي قوله تعالى: {يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ} إشارة ضمنية إلى غض البصر حياء، وأن سلطان الحياء هو المتحكم في هذا المقام. وهكذا يتسلط الغضّ على الأبصار، والأفواه جميعا.

وقوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى‏} إشارة إلى أن قلوب هؤلاء المؤمنين الذين يغضون أصواتهم عند رسول اللّه قد أعدها اللّه سبحانه وتعالى وأرادها لتكون مستقرا ومستودعا للتقوى، وهذا هو السر في تعدية الفعل {امْتَحَنَ} باللام، في قوله تعالى {لِلتَّقْوى‏} مع أن الأصل في فعل الامتحان أن يتعدى بالباء، فيقال: «امتحنه بكذا، لا لكذا».

وفي هذا ما يشير إلى أن تلك القلوب التي يغضّ أصحابها أبصارهم عند رسول اللّه، قد امتحنت فعلا بالتقوى، وقد نجحت في هذا الامتحان، فأصبحت قابلة للتقوى، متجاوبة معها .. فقد يمتحن الإنسان بالشيء، ولا يقبله، ولا يتجاوب معه .. أما إذا امتحن للشيء، واختير له، فإن ذلك يعنى أنه أهل لهذا الامتحان، وخاصة إذا كان المتخيّر له، هو الحكيم العليم، رب العالمين ..

ولهذا، فإن قوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى‏} هو خبر لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} بمعنى أن الذين يغضون أصواتهم عند رسول اللّه هم من أهل التقوى .. فهذا هو حكمهم عند اللّه ..

وقوله تعالى: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} خبر ثان لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} بمعنى أنهم أهل التقوى، وأنهم مجزيّون من اللّه سبحانه وتعالى بالمغفرة والأجر العظيم..)[3].

الدبلوماسية في الإسلام:

التربية القرآنية التي تحدثت عنها هذه الآيات هي في غاية الأهمية وقد سبقت الأمم المتحضرة في الأعراف الدبلوماسية اليوم بين الأمم والملوك والرؤساء والوزراء والبعثات الرسمية التي تمثل دولها وما يتعارف بينهم من أخلاقيات ظاهرة تبانوا عليها سواء كانت حقيقية أم ظاهرية فقط.

فإن الآداب والأخلاق في الإسلام سبق هؤلاء جميعاً في هذه الأخلاقيات مع العظماء فالإسلام غني بهذه الدبلوماسيات، وقد أثبتت سيرة القادة الإلهيين أنهم في أعلى درجات مكارم الأخلاق مع عموم الناس ومع القادة الآخرين ممن يختلف معهم دينياً أو فكرياً بنبل وشهامة ، بل إن أعداءهم الذين حاولوا أن يشوهوا سمعتهم ووقفوا في وجههم وأمام دعوتهم ، وحاربوهم وعذبوهم ، كل ذلك لم يمنعهم أن عطفوا عليهم ورحموهم وعفوا عن الكثير منهم حتى تأثروا بأخلاقهم واستجابوا لدعواتهم، ولقد سجل التاريخ هذه المواقف المشرفة بماء الذهب وأصبحت دروساً وعِبَرَ لكل الناس.

وإذا كان هناك ثمت تقصير أو ملامة أو تصور صورة غير جيدة في وقتنا الراهن عن الإسلام فليس هذا جرم الإسلام وواقعه؛ بل المسؤولية تقع على المسلمين عموماً وعلى من يدعي أنه يمثل الإسلام، خصوصاً العلماء والمفكرين وقادة المسلمين حيث لم يبرزوا أخلاقية الإسلام مع أعدائه ومن يخالفه كما هي.

والحاصل: أن في الآيات الكريمة المتقدمة (ما يكشف عن جانب عظيم من أخلاقيات الإسلام، وآدابه العالية، فيما يعرف اليوم بالدبلوماسية السياسية، التي تفرض على الناس مراسم من الأدب في حضرة الملوك، والرؤساء، والقادة، والزعماء، وأصحاب السيادة والسلطان ..

ولكن شتان بين أدب الإسلام، الذي ينبع من مشاعر صادقة، ويفيض من قلوب عامرة بالحب، خفّاقة بالولاء، وبين هذا الأدب التمثيلي المصطنع، الذي لا يتجاوز الكلمات التي ترددها الألسنة، والحركات التي تصطنعها الأجسام!!)[4].

مدى تأثير التربية القرآنية في الصحابة:

إن هذه الأخلاقيات العالية مع القيادة الإلهية التي تحدث عنها القرآن الكريم في هذه السورة ربت جيلا من الصحابة الكرام قد اتصفوا بها وكان البعض منهم يخشى أن يرفع صوته بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله حتى وإن كان صوته جهورياً وكان البعض يبكي خوفاً من أنه هو المراد بهذا التأنيب والنهي الداعيان إلى عدم رفع الصوت.

إن مجموعة كبيرة من الصحابة تأثروا بالخُلُق القرآني في احترام رسول الله صلى الله عليه وآله وكانوا يعظمونه ويبجلونه وهم رهن إشارته ويعشقونه ويحبونه حباً منقطع النظير وحاولوا أن يبرزوا هذه العلاقة باحترام وتقديس أي شيء له صلة به من قريب أو بعيد فصاروا يتبركون بشخصه في حال حياته وبآثاره بعد وفاته:

أما في حال حياته فلقد كانوا:

أ- يتبركون بأعضاء جسده الشريف :

1- كانوا يتبركون بيده الشريفة والتمسح بها [5]

2- كان الصحابة يحرصون على تقبيل يده الشريفة [6]

3- كانوا يتبركون بأي موضع من جسده وتقبيله [7]

4- كانوا يتسابقون إلى التبرك بتقبيل يده ورجله الشريفتين [8]

ب- التبرك بما انفصل منه صلى الله عليه وآله:

1- التبرك بشعره:

فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَلَّاقُ يَحْلِقُهُ وَأَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ فَمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَقَعَ شَعْرَةٌ إِلَّا فِي يَدِ رَجُلٍ [9]

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى مِنًى فَأَتَى الْجَمْرَةَ فَرَمَاهَا ، ثُمَّ أَتَى مَنْزِلَهُ بِمِنًى وَنَحَرَ ، ثُمَّ قَالَ لِلْحَلَّاقِ خُذْ وَأَشَارَ إِلَى جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ ، ثُمَّ الْأَيْسَرِ ، ثُمَّ جَعَلَ يُعْطِيهِ النَّاسَ .

وفي رواية أنه قال لِلْحَلَّاقِ: هَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْجَانِبِ الْأَيْمَنِ هَكَذَا فَقَسَمَ شَعَرَهُ بَيْنَ مَنْ يَلِيهِ ...

وفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ قَالَ فَبَدَأَ بِالشِّقِّ الْأَيْمَنِ ، فَوَزَّعَهُ الشَّعَرَةَ وَالشَّعَرَتَيْنِ بَيْنَ النَّاسِ ، ثُمَّ قَالَ بِالْأَيْسَرِ فَصَنَعَ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ ( هَا هُنَا أَبُو طَلْحَةَ ) فَدَفَعَهُ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ [10]

قال النووي ( من فوائد الحديث التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم وجواز اقتنائه للتبرك ) [11]

2- التبرك بنخامته :

روى البخاري في صحيحه ضمن حديث صلح الحديبية قوله : ( إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنَيْهِ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ ) [12].

3- التبرك بريق النبي.[13]

4- التبرك بعرق النبي وحديث أم سليم في ذلك.[14]

ج – تبرك الصحابة بكل شيء لبسه أو لمسه:

1- التبرك بثياب النبي.[15]

2- التبرك بمواضع أصابع النبي.[16]

3- التبرك بفاضل شراب النبي من الماء [17].

4- التبرك بفاضل ماء وضوء النبي :

فقد ذكرت الأحاديث أن الصحابة كانوا يحرصون على فاضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله للتبرك والتمسح به بل كادوا يقتتلون عليه كما في حديث صلح الحديبية من صحيح البخاري [18].

5- التبرك بالماء الذي لمسه النبي :

روى مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ جَاءَ خَدَمُ الْمَدِينَةِ بِآنِيَتِهِمْ فِيهَا الْمَاءُ فَمَا يُؤْتَى بِإِنَاءٍ إِلَّا غَمَسَ يَدَهُ فِيهَا فَرُبَّمَا جَاءُوهُ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ فَيَغْمِسُ يَدَهُ فِيهَا [19]

وأما تبرك الصحابة بآثار النبي صلى الله عليه وآله بعد وفاته فهو شيء كثير يعسر إحصاؤه ويتعذر تعداده.

والحاصل: أن التبرك بجسده الشريف وبآثاره من فاضل ماء وضوئه وشعراته المتساقطة منه وبصاقه والتبرك بكل شيء لا مس جسده الشريف كان من الأمور المسلمة لدى الصحابة الذي أقرهم عليه ، وبعضه قد أمرهم به[20]

وكان كل ذلك ناشئا من حبهم له وتفانيهم في سبيل سلامته وتعظيمه وتحملوا أعباء هذه الرسالة المحمدية وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل صيانتها واحترام شخص الرسول والدفاع عنه بالمال والنفس والنفيس وقد مدحهم القرآن على هذا في مواطن عدة.

منها وفي أثناء المفاوضات على إجراء معاهدة الصلح وكتابة الاتفاقية بين الفريقين رجع عروة الثقفي إلى قومه قبل إسلامه وكان يحمل في جعبته كل الإعجاب لمن كان ملتفاً حول رسول الله صلى الله عليه وآله ولما شاهده منهم من احترام وأنه لم يرى مثلهم مع كثرة وفادته على مختلف الأقوام والأمم فقام خطيبا في قومه: (فَقَالَ أَيْ قَوْمِ وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ [21]

مدح أمير المؤمنين عليه السلام للصحابة:

أمير المؤمنين عليه السلام الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يداهن أحداً كان في أواخر حياته يعظ أصحابه ويذكرهم بما فيه مصلحتهم في حياتهم وبعد وفاتهم وكان يذكرهم بعدد من الصحابة الذين أحسنوا الصحبة ويضرب بهم المثل فقد جاء في رواية صحيحة عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (الباقر عليه السلام) قَالَ: صَلَّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) بِالنَّاسِ الصُّبْحَ بِالْعِرَاقِ فَلَمَّا انْصَرَفَ وَعَظَهُمْ فَبَكَى وَأَبْكَاهُمْ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ:

(أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَهِدْتُ أَقْوَاماً عَلَى عَهْدِ خَلِيلِي رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَإِنَّهُمْ لَيُصْبِحُونَ وَيُمْسُونَ شُعْثاً غُبْراً خُمُصاً بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ كَرُكَبِ الْمِعْزَى، يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً، وَقِيَاماً، يُرَاوِحُونَ بَيْنَ أَقْدَامِهِمْ وَجِبَاهِهِمْ، يُنَاجُونَ رَبَّهُمْ، وَيَسْأَلُونَهُ فَكَاكَ رِقَابِهِمْ مِنَ النَّارِ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ مَعَ هَذَا، وَهُمْ خَائِفُونَ، مُشْفِقُونَ)[22].

المواصفات للصحابة الأبرار في كلام علي عليه السلام:

1- أشعث:

يقال: رجل أشعث‏، وهو المغبر الرأس، المتلبد الشعر جافا غير دهين.

وشعث الشعر شعثا فهو مشعث من باب تعب: تغير وتلبد لقلة تعهده بالدهن ومنه رجل أشعث‏، وامرأة شعثاء مثل أحمر وحمراء.

ومنه رب أشعث‏ أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه [23].

2- والأغبر: المتلطخ بالغبار.

3- خمص البطون: كناية عن كثرة صيامهم .

4- بين أعينهم كركب المعزى: كناية عن كثرة سجودهم وعبادتهم .

5- المراوحة بين القدمين والجبهة: يفرق التعب في العبادة بين الرجلين إذا كان قائماً وبين الجبهة إذا كان ساجداً فمرة على الرجلين ومرة على الجبهة .

وعلى رأس هؤلاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

مناجاة علي لرسول الله:

لأجل تربية الأمة على الاهتمام برسول الله وتعظيمه وتبجيله وتقديسه وأنه عند الله جليل وكبير والمحافظة على أوقاته وحتى لا تذهب هدراً ألزم الله سبحانه على كل من يريد أن يجلس مع رسول الله ويتحدث معه أن يقوم أولا بصدقة يدفعها ثم يجلس معه ويناجيه ولكن لم يفعل ذلك أحد غير الإمام علي عليه السلام فقد كان لديه دينار فصرفه إلى 10 دراهم ثم تصدق في كل مرة يريد الدخول على رسول الله بدرهم امتثالا للآية المباركة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } المجادلة/12.

وبعد فترة وجيزة حيث أحجم أهل الأموال عن ذلك نزل قوله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المجادلة/13 فنسخت الآية الأولى.

مواقف مشرفة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام:

روى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّضِيُّ فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) أَنَّهُ كَانَ جَالِساً فِي أَصْحَابِهِ إِذْ مَرَّتْ بِهِمُ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ فَرَمَقَهَا الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقَالَ عليه السلام : (إِنَّ عُيُونَ هَذِهِ الْفُحُولِ طَوَامِحُ وَإِنَّ ذَلِكَ سَبَبُ هِبَابِهَا فَإِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَةٍ تُعْجِبُهُ فَلْيُلَامِسْ أَهْلَهُ فَإِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ كَامْرَأَةٍ).

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ: قَاتَلَهُ اللَّهُ كَافِراً مَا أَفْقَهَهُ.

فَوَثَبَ الْقَوْمُ لِيَقْتُلُوهُ.

فَقَالَ عليه السلام: (رُوَيْداً فَإِنَّمَا هُوَ سَبٌّ بِسَبٍّ أَوْ عَفْوٌ عَنْ ذَنْبٍ)[24]

رمقها القوم: أي طال نظرهم إليها.

الطوامح: جمع طامح، وطمح ببصره إذا رمى به إلى الشيء .

هبابها: أي هيجانها. يقال التيس يهب هبيباً للسفاد .

نعم هكذا كان علي بن أبي طالب مع ألد أعدائه الذين حاربوه وقاتلوه وكفروه لم ينتقم منهم لكلام قالوه حتى وإن كان تكفيراً وسباً فضرب المثل الأعلى في الخلق القرآني المحمدي النبيل وصار نبراساً في العدالة الاجتماعية أنشودة لكل المستضعفين والمحرومين إنه علي ومن مثل علي وهل يجود الدهر بعلي عليه السلام؟

موقف الإمام من قاتله:
وهكذا الإمام علي عليه السلام يطبق نظريته والتي هي نظرية الإسلام في العفو عن قاتله ويعطي التوجيهات إلى أهل بيته وما يفعلونه بقاتله بعد شهادته وأما إذا بقي على قيد الحياة فهو الذي يتولى أمره وهو ولي دمه ويفضل العفو في كلا الحالتين فيقول عليه السلام - من كلامه قبل موته - :
(إن أبق فأنا ولي دمي، وإن أفن فالفناء ميعادي، وإن أعف فالعفو لي قربة، وهو لكم حسنة، فاعفوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم)[25]
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) Smile
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ضحكه ملاك
عضـو ماسـى
عضـو  ماسـى
ضحكه ملاك


انثى
عدد الرسائل : 1557
العمر : 36
البلـــد: : ملكش فيه اصلا
الوظيفة: : القعده في البيت فن
الهوايات: : قراءه ورسم
مزاجـى: : موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) 4210
الهوايات: : موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) Travel10
نقاط : 7145
التقدير : 6
تاريخ التسجيل : 29/10/2009

موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها)   موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها) Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 08, 2010 8:00 pm

تسلم ايدك
موضوع جميل جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موضوع فريد من نوعه (الادب والاخلاق اللى ياريت كل واحد يتمسك بيها)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الاسلامى :: مواضيع اسلاميه عامة-
انتقل الى: