في يوم من قديم الزمان
تحاربا ملكان على حجر الكهرمان
كانت صغيره و لونها كقطعة الرمّان
ولكنها نادره و يسكن بها شيخاً من الجان
فاخذا يتناوران لعل احدهم يأخذها بالاحسان
ولكنها للأسف كانت سبباً في تفرقة الأخوان
زعل حمدان و قرر ان يترك المكان
و تنازل بكل شي لأخيه الكبير قحطان
ظن بأن الزمان سيكون كفيلاً بالنسيان
ولكنه نسى بأنه فالاخير انسان
فحزن حزناً شديداً بسبب تفرقة الخلان
ودعى الله ان يعود و يتجمع الشملان
فارسل الحجر لأخيه مع أحد الفرسان
فُرزِق بحوريه خرجت من بين بحران
و قالت له يا سيدي هيا فإن الوقت قد حان
فقال لها الى اين فاني اخاف الله رب الجنان
قالت لا تخف أمضي معي و لاتكن جبان
انا جيهان بنت شيخ الجن شهبان
و أنا اخترتك لتشاركني حفلنا في احد الجنان
ُأعجب بها الملك و نسى انها بنتٌ من الجان
فقد شغفت قلبه بالحب والحنان
فحين ذهب لم تكن له وسيله بالرجوع ولا اية برهان
فقرر ان يسكن معها تحت بحران عميقان
و قال لها و قد كان حزنان
انتي الملكه التي لابد ان تصان
انتي من ملكتي قلبي و عوضتيني من الحرمان
فهنيئا لكِ يا ملكة قلب قحطان
فتأثرت و بكت و روته بدموعها و بات سكران
و عاش الملك في مكانٍ لم يكن في الحسبان
أسقطت منه غمده و سيفه و عاش للأبد بعيداً عن الأخوان
و حينها عرف انه كان في نعمه و ما هو المعنى الحقيقي للحرمان
لانه ظن انه في نعيم و لكنه ادرك انه يعيش الان بين قضبان
منقولــ