أخيراً .. أخيراً ظهر ذلك الشيئ الذى عندما ياتى يقلل الظلام من حولى فأرى وأشعر بسخونته فى أطرافى بالرغم من أنه
يبدو شديد البعد ..!!
تحركت قدماى وجلستُ فى موضع نومى وأستندتُ إلى ذلك الجدار المتهدم على الطريق .. فهو يحمينى ..!
من ماذا !؟
لا أعلم ولكنه بيتى .. فهو أمام بيتها .. شخصت ببصرى إلى ذلك المبنى أمامى .. أنا فى إنتظارها .. لا ملل
لا أحرك عينى بعيداً أنا فى إنتظارها حتى لو إختفت تلك التى عندما تظهر فى السماء تقتل الظلام من حولى فأرى
آه .. لقد تحرك ذلك الشيئ الذى يخرجون منه .. هل هى ؟
أم أنه أحد آخر .. وقفت وأخذت أعدل من ملابسى الممزقة المتسخة علها تلحظ وجودى إن كانت هى !!
تحرك ذلك الشيئ الذى يخرجون منه حتى نهايته وبدأ النور يخرج فى هدؤ يقتلنى .. إنها .. إنها هى .. هى
نزلت درجات السلم فى هدؤ وتلفتت ناحيتى .. هلى رأتنى !؟
ربما ..
ثم تحركت إلى الناحية الأخرى ومشيت ..
مشيت خلفها .. هى كل شيئ أعرفه فى هذه الدنيا منذ رأيتها أول مرة .. يوم طرقتُ بابها فأعطتنى شيئاً وضعته فى فمى
فهدأ ألم بطنى فصرتُ أسيرها لا أحد غيرها ..
آه كم كانت تؤلمنى تلك الأشياء الصغيرة التى أمشى عليها والتى يقذفنى بها الأطفال وهم يتضاحكون
فلم أكن ألبس ذلك الشيئ فى قدمى ليحمينى منها ولكن لا يهم ..
ما دامت تتحرك أمامى وأنا خلفها
توقفت فتوقفت أتأملها .. كم كنتُ سعيداً إنها تنظر نحوى
نحوى أنا
إنها تبتسم
إنها تُلّوح لى فحركت يدى سوف أجرى نحوها
أُقبل يديها ولكن ذلك الشيئ سبقنى
يالتعاستى .. إنه ذلك الشيئ الضخم الذى تدخله ويمضى بها بعيداً
دخلته هى وإنطلق هرولت خلفه
كنت أعلم أنى لن ألحق به ولا بها
كم حاولت من قبل ..
عُدتُ مرة أخرى إلى مكانى فأوقفنى رجل وأخذ يحرك فمه فرفعت يدى إلى فمى وأذنى
يبدو أنه فهم أننى لا أسمع أحداً ولا يفهمنى أحد
عندما أتكلم وتحركت قطرتان كبيرتان من الماء على وجهى
تركته وعدت إلى جدارى .. إلى بيتى وجلست أنتظر أن ترحل تلك التى فى السماء تقتل الظلام من حولى فارى بوضوح
فهى سوف تأتى مع رحيلها لأراها وأنام ..