كثيراً منا يبحث عن الحـ♥ـب على متن الباخرة تيتانيك
وكثيرون يبحثون عن الرومانسية في آخر قطرة من زجاجة سم
تجرعها كل من روميو وجوليت
وآخرون يبحثون عن كل منهما وسط الكثبان الرملية في صحراء قيس وليلي
بينما يغيب عن كل هؤلاء ، أن رسولنا هو أول من علمنا أصول الحـ♥ـب
تحت راية الإسلام ، رٌفِعت جميع الشعارات الدينية والاجتماعية والسياسية
ليبقى الحـ♥ـب في الإسلام هو الشعار المنبوذ
فكم منا فكر أن يستحضر سنة النبي في عشقه لزوجاته ،
مثلما يحاول تمثله في كل جوانب الحياة الأخري
حرب لا تخلو من حـ♥ـب
لم تستطع السيوف والدماء أن تنسي القائد حبيبته ،
فعن أنس قال : " خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر ، فرأيت النبي يجلس عند بعيره ،
فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب " ( رواه البخاري )
فلم يخجل الرسول من أن يرى جنوده هذا المشهد
ومم يخجل أوليست بحبيبته ؟!
ويبدو أن هذه الغزوة لم تكن استثنائية ،
بل هو الحـ♥ـب نفسه في كل غزواته ويزداد
فوصل الأمر بإنسانية الرسول الكريم أن يداعب عائشة رضي الله عنها
في رجوعه من إحدى الغزوات ، فيجعل القافلة تتقدم عنهم بحيث لا تراهم ثم يسابقها
وليست مرة واحدة بل مرتين
وبلغت رقته الشديدة مع زوجاته
أنه يشفق عليهن حتى من إسراع الحادي في قيادة الإبل اللائي يركبنها
فعن أنس رضي الله عنه أن النبي كان في سفر
وكان هناك غلام اسمه أنجشة يحدو بهن
( أي ببعض أمهات المؤمنين وأم سليم ) يقال له أنجشة ،
فاشتد بهن في السياق ، فقال النبي
" رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير " ( رواه البخاري )
حـ♥ـب بصوت عالي
وعندما تتخافت الأصوات عند ذكر أسماء نسائهم ،
نجد رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع
فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي :" أي الناس أحب إليك
قال عائشة ، فقلت من الرجال ؟ قال : أبوها " ( رواه البخاري )
وعن زوجته السيدة صفية بنت حيي قالت :
" أنها جاءت رسول الله تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ،
فتحدثت عنده ساعة ، ثم قامت لتنصرف ، فقام معها ليوصلها ،
حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما عليه ،
فقال لهما : " على رسلكما ، إنما هي صفية بنت حيي " ( رواه البخاري )
خير الرومانسية
وبغض النظر عن السعادة التي يتمتع
بها أي انسان في جوار رسول الله ،
فإن زوجات نبينا الكريم كن يتمتعن بسعادة زوجية
تحسدهن عليها كل بنات حواء ،
فمن منا لا تتمنى أن تعيش بصحبة زوج يراعى حقوقها
ويحافظ على مشاعرها أكثر من أي شيء ،
بل ويجعل من الاهتمام بالأهل والحنو عليهم
وحبهم معيارا لخيرية الرجل
" خيركم.. خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " ( رواه الترمذي وابن ماجة )
وتحكي عائشة أنها كانت تغتسل مع رسول الله في إناء واحد ،
فيبادرها وتبادره ، حتى يقول لها دعي لي ، وتقول له دع لي ،
وعنها قالت :
" كنت أشرب وأنا حائض فأناوله فيضع فاه على موضع فمي " (رواه مسلم والنسائي )
وعن ميمونة رضي الله عنها قالت :
" كان رسول الله يدخل على إحدانا وهي حائض فيضع رأسه في حجرها فيقرأ القرآن ،
ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض " ( رواه أحمد )
وعلى كثرة عددهن كان رسول الله
القائد والرسول يتفقد أحوالهن ويريد للود أن يبقى ويستمر
فعن ابن عباس قال :
" وكان رسول الله إذا صلى الصبح جلس في مصلاه وجلس الناس حوله
حتى تطلع الشمس ثم يدخل على نسائه امرأة امرأة يسلم عليهن ويدعو لهن " ( فتح الباري، شرح صحيح البخاري )
بيت النبوة
وفي عصر يبتعد عن الرفاهية ألاف السنين
كان الرسول المحب خير معين لزوجاته
فقد روي عن السيدة عائشة في أكثر من موضع أنه كان في خدمة أهل بيته
فقد سئلت عائشة ما كان النبي يصنع في بيته ؟
قالت : كان يكون في خدمة أهله ( رواه البخاري )
وفي حادثة أخرى أن عائشة سئلت ما كان رسول الله يعمل في بيته ؟
قالت : كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم
وظل سيدنا محمد على وفائه للسيدة خديجة زوجته الأولى طوال حياتها ،
فلم يتزوج عليها قط حتى ماتت ، وبعد موتها كان يجاهر بحبه لها أمام الجميع ،
وكان يبر صديقاتها إكراماً لذكراها ،
حتى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول :
" ما غرت من أحد من نساء النبي مثلما غرت على خديجة ،
وما رأيتها ولكن كان النبي يكثر ذكرها ،
وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة ،
فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ،
فيقول : إنها كانت .. وكانت .. ، وكان لي منها ولد " ( رواه البخاري )
والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم