مَتَى الرُّجُوُعْ ؟!
وَلوِ الرُّجُوُعُ إِلَى الشَّبَابِ خُضُوُعْ !
كَيْفَ الرُّجُوُعْ ؟!
وَلَوْ رُجُوُعُ طُفُوُلَتِي لَضَيَاعْ !
يَا زَهْرَةَ النَّفْسِ ..
يَا وَرْدَةَ الحَيَاةِ ..
كَيْفَ السَّبِيِلُ إِلَى ضِيَاءِ شُمُوُعِي ؟!
يَا فَجْرَ نُوُرٍ مَتَي أوَانُ سُبُوُعِي ؟!
كَي تُوُلَدَ بَسْمَتِي فَتُحْمِي دُمُوُعِي !
أيَّامَ طُفُوُلَتِي ..
أيْنَ أنْتِ أخْبِرِيِنِي ؟!
اعْلِمِيِنِي .. اعْلِمِيِنِي
أيْنَ نِسْمَاتُ الأمَانِي ؟!
أيْنَ نَبَرَاتُ التَّهَانِي ؟!
يَالَكِ يَا ظُنُوُنِي !!
فَاذْكُرِي وَ أتْعِبِيِنِي !
تُؤْلِمِيِنَنِي ؟ اقْتُلِيِنِي !
يَا قَلَمُ ..
لِمَ الصُّمُوُتْ ؟!
لِمَ الخُفُوُتْ ؟!
بِِصُمُوُتِكَ قَلْبِي يَمُوُتْ !
بِخُفُوُتِكَ عُمْرِي يَفُوُتْ !
يَا لِعَيْنِي الْبَاكِيَاتْ !
بِالنَّجُوُمِ اللامِعَاتْ !
فِي السَّمَاءِ الحَالِكَاتْ !
فِي الشُّمُوُسِ الشَّاهِقَاتْ !
للإِلَهِ ذِي شَاكِيَاتْ !
وَ تَتَألَمِ النَّظَرَاتُ ، وَ تَشْكُو بِالْعَبَرَاتِ ، وَ تَمُرُ ذِي السَّنَوَاتْ !
وَ يَا لِهَذَا الدَّفْتَرِ المُتَهَالِكِ بَيْنَ دَفَاتِرِ الرُّهْبَانْ !
تَرْنُو مَوَاجِعُهُ عَلَى جِفْنِي المُغْتَرِبِ بَيْنَ الدُّمُوُعِ المُتَنَاثِرَةِ هُنَا وَ هُنَالِكْ !
نَعَمْ ..
نَعَمْ حَلِمْنَا مَعَاً !!
نَعَمْ جَمَعَنَا ظِلٌّ وَاحِدٌ عَلَى شَاطِيءِ البَحْرِ اللُجَّيَّ النَّائِمِ هُنَاكْ ..
إِنَّهُ ذَلِكَ الشَّاطِيءُ الَّذِي تَبَادَلْنَا عِنْدَهُ نَظَرَاتِ الحَنَانْ ..
يَا وَيْلَتِي !!!
أضَاعَ كُلُّ شَيءْ ؟!
أضَاعَتْ أيَّامُ شُرُوُقِ الصَّبَاحْ ؟!
حِيِنَمَا كُنَّا نَلْتَقِي فِي بَهْوِ المَدْرَسَةِ مُتَأخِرَيْنِ !!
فَمَا كُنْتُ أتَحَمَّلُ دَمْعَاتِ الخَوْفِ التِي تَقْطُرُ مِنْ عَيْنَيْهَا مِثْلُ حَبَّاتِ النُّورْ ..
فَتُبَادِرُ أنَامِلِي لِتَمْسَحَ تِلْكَ الدُّمُوُعَ التِي سَكَنَتْ ضُلُوعِي ..
يَا لِلأسَى !!
أضَاعَتْ ضِحْكَاتُ الصَّبَا ؟!
أمَضَتْ لَحَظَاتُ البَرَاءَةْ ؟!
لا !!
وَ لَكِنَنِي مَا نَسِيِتْ !
إِنَنِي أذْكُرُ ذَلِكَ المِدَادَ الذِي أغْرَقَ أوْرَاقِي !
فَبَادَرَتْ فَمَسَحَتْهُ بِمِنْدِيِلِ نَظَّارَتِهَا الثَّمِيِنِ كَي تُدْرِكَ مَا تَبَقَى مِنَ الأشْعَارْ !
يَا لِلدُّنْيَا !!
غَرِيِبٌ أمْرُهَا !
تُفَرَّقُ الأحِبَةَ كَمَا تَتَفَرَقُ أشِعَّاتُ الشَّمْسِ فِي أوْدِيَةِ الصُّمُوُتْ !
لا صَوْتَ !
هَمْسٌ !!
لا بَلْ خُفُوُتٌ وَ سُكُوُنْ !!!
وَ تَبْقَى الحَقِيِقَةُ سِرَّاً ..
يَسْكُنُ فِي دُنْيَا الظُّنُوُنْ ! .
عبد الرحمن