تحديتها أن تفرّ من الملكوتْ
وكبَّلتها بسلاسلَ من جبروتْ
وقلتُ لها:
أتحَّداكِ أن تهربي
وكمَّمتها بوشائج قلبي الأبي
وقلتُ لها:
أتحدَّاكِ أن تستغيثي
وأن تهتفي
وأن تصعقي من بروقك هذا السكوتْ
وألقيتها فوق أرصفة القلبِ
في ليلةٍ عاصفة ْ
وقلتُ: من النار لا تقربي
وإياكِ في قبضة البردِ
أن ترجُفي
وإياكِ إياكِ أن تنزفي
دماكِ على الأرصفة ْ
تحدَّيتها أنْ تهيمَ
بجوف شوارع منعطفة ْ
وأن تهبط الدرج الجانبيَّ
لتأوي لركنٍ بهِ تختفي
تحت جسرٍ
يعشش في عينه العنكبوتْ
فتترك من خلفها بصمة ًً وأثرْ
كوجهٍ يطلُّ عليكَ
بليل الشتاء الصموتْ
وراء زجاج النوافذِ
خلف ستار المطرْ
يشدُّك في هوةٍ جارفة ْ
فتصحب دون رجوعٍ
شياطين هذا الزمان العكرْ
تحديتها أن تفرْ
ولو لحظة ً خاطفة ْ
وأغلقتُ كلَّ المنافذِ
في قلعتي الزائفة ْ
غفلتُ دقائق فيها حلمتْ
رأيتْ
صرختْ
وحين استفقتْ
رأيت الشياطين تضحكُ
في كلِّ بيتْ
علمت بأنَّ صروحي هوتْ
وأنَّ الغزالة قد هربتْ
من الغاب ذي الأسدينْ
وفرتْ على الخدِّ