نحن أولى بعيسي منهم
هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم المبارك ، وكعادتنا فسوف ينتظم حديثنا مع حضراتكم تحت هذا العنوان في العناصر التالية :
أولا : الأنبياء أخوة
ثانيا : إن الدين عند الله الإسلام
ثالثا : عيسي عليه السلام عبد الله ورسوله
وأخيرا : السبيل الوحيد إلى جنة الله جل وعلا .
فأعرني قلبك وسمعك فإن هذا الموضوع من الأهمية بمكان
أولا : الأنبياء أخوة
معشر المسلمين : يشهد العالم النصراني ، بل والعالم الإسلامي الهزيل المهزوم يشهدان في هذه الأيام احتفالات ضخمة بميلاد المسيح علي نبينا وعليه أفضل الصلاة وأذكى السلام ، في الوقت الذي سب فيه النصارى رب العزة جل وعلا مسبة عظيمة ، وقالوا قولاً شنيعاً منكراً
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (مريم:90،95)
إن من يزعمون أن عيسي ابن الله ، وأن الله هو المسيح بن مريم ، وأن الله ثالث ثلاثة هم أبعد الناس عن عيسي ، وأكفر الناس بعيسي ، وأن أولي الناس بعيسي هم الموحدون وعلى رأس الموحدين قدوة المحققين وإمام الموحدين وسيد النبيين والمرسلين محمد الذي قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة واللفظ لمسلم قال (( أنا أولي الناس بعيسي بن مريم في الأولى والآخرة )) قالوا : كيف يا رسول الله ؟ فقال الحبيب :
(( الأنبياء أخوة من عَلاَّت (1) ( بفتح العين ) أمهاتهم شَتَي ودينهم واحد )) (2)
فالأنبياء يا أخوتاه ، أخوة دينهم واحد ، ولذا من كفر بواحد من الأنبياء والمرسلين فإنما كفر بجميع إخوانه من النبيين والمرسلين ..
انظر إلى الإنصاف .. انظر إلى العدل الذي عليه الدين ..
أقول من كفر بنبي الله عيسي فقد كفر بأخيه الحبيب المصطفي محمد ، ومن كفر بالحبيب محمد وآمن بعيسي قبل أن يكفر بالحبيب محمد … تدبر معي أيها الحبيب القرآن الكريم ، قال جل وعلا :
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ) ( سورة الشعراء:105)
ما كذَّب قوم نوح إلا نوحا عليه السلام ، ومنا أرسل الله لقوم نوح إلا نوحا عليه السلام
قال جل وعلا : كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ لأن تكذيب نوح وحده تكذيب لجميع المرسلين .
وما كذب قوم لوط إلا لوطاً عليه السلام وبالرغم من ذلك قال الله عز وجل :كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ( سورة الشعراء:160)
وما كذبت قومُ عادٍ إلا هودا عليه السلام وبالرغم من ذلك قال الله عز وجل : كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ( سورة الشعراء:123)
وما كذب قوم ثمود إلا صالحا عليه السلام وبالرغم من ذلك قال الله عز وجلكَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ( سورة الشعراء:141)
فمن كذب نبيا فقد كذَّب جميع إخوانه من النبيين والمرسلين .
بل لقد علَّم الله الموحدين هذه الحقيقة فأقروا بها فأذعنوا لها وآمنوا ، وسجل الله عز وجل فى قرآنه هذا الإقرار في آخر سورة البقرة فقال جل في علاه :
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة:285)
فالأنبياء موكب واحد على طريق التاريخ البشري الطويل ، موكب مهيب جليل كريم يحمل رسالة واحدة .. ويحمل منهجا واحدا .. ويحمل دينا واحدا .. فليس عند الله جل وعلا ديانة تسمى باليهودية أو بالنصرانية أو بالمسيحية أو بالموساوية أو الإبراهيمية ولكن الدين عند الله جل وعلا من ملة آدم إلى الحبيب المصطفي هو الإسلام .
قال الله تعالى :إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ (آل عمران: 19)
وهذا هو العنصر الثاني من عناصر هذا اللقاء منقول عن الشيخ محمد حسان