| الالف وجوه للانسان 1 | |
|
+4spikter sp!ky بنبوناية المنتدة nora 8 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
nora عضـو فعـال
عدد الرسائل : 206 العمر : 35 البلـــد: : Om El Donia نقاط : 6306 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2007
| موضوع: الالف وجوه للانسان 1 السبت أغسطس 25, 2007 2:14 pm | |
| يا جماعه ده موضوع منقول من موقع بص وطل كاتبه واحد اسمه شريف عبد الهادي الموضوع طوويل اوووووي بس يا ريت تقره كله لانه بجد حلووو اووووي كمان كل واحد هيقراه هيلقي نفسه في الموضوع مستنيه تعليقكم
جربْ أن تقف أمام عشر شاشات عرض عملاقة، يعرض كل منها مضموناً مختلفا تماماً.. ماتش كورة ساخن من مباريات المونديال المشفرة.. برنامج ديني لـ"عمرو خالد" يتكلم فيه عن وصف الجنة.. قداس القيامة المجيدة بحضور البابا "شنودة".. فيلم عربي أبيض وأسود لـ"فاتن حمامة" و"عمر الشريف".. فيديو كليب لـ"هيفاء وهبي".. لقطات علمية مثيرة لأسرار الهرم الأكبر.. فيلم كوميدي لـ"جيم كاري".. فيلم لعملية جراحية في قلب طفل لم يتجاوز الأشهر الأربعة.. برنامج شبابي يناقش وعي الشباب بالحياة الحزبية.. أما الأخيرة فتعرض.. إحم.. إحم (اللي بالي بالك)..
هذا هو أنا يا والدي العزيز مع فارق بسيط.. أن شاشات العرض المعروضة أمامي، أنا وكل شاب وفتاة مثلي أكبر بكثير من الرقم 10.. إنها فاقت الآلاف يا والدي، وأنا مازلت أقف مشدوهاً منبهراً بكل ما هو معروض، لأخرج في النهاية بمحصلة لا تساوي أكثر من صفر، وقد أصيب عقلي المسكين بسكتة دماغية، وفقدتُ القدرة على التركيز والتمييز والاستفادة من أي مضمون معروض لأن كله (بيغلوش) على كله.. تماما مثل الصعيدي الذي انبهر بأضواء المدينة حينما جاء إليها لأول مرة فوقف مشدوهاً لا يعرف إلى أين يسير وظل في مكانه!!
أتذكر مبادئ الخير والعدل والأخلاق والقيم والفضائل التي حاولت أن تزرعها فيّ منذ نعومة أظافري يا والدي الحبيب حينما بسّطت الأمور لي بأسلوب سهل حتى أفهم فقلت لي: "هناك ملكان أحدهما على كتفك الأيمن يكتب ما تفعله من الحسنات والآخر على كتفك الأيسر يكتب ما تفعله من السيئات".. وقتها سألتك ببراءة يا أبي وقلت لك: "يعني إيه حسنات؟" فقلت: "يعني حاجة حلوة تنفع بيها نفسك أو أهلك أو أي واحد من الناس".. فسألتك مرة أخرى: "يعني إيه سيئات؟" فقلت: "يعني حاجة وحشة تضر بيها نفسك أو أهلك أو أي واحد من الناس"، وقبل أن أسألك كيف أفرق بينهما لمحت ذلك في عيني وأجبتني بأن الحلال بيّن والحرام بيّن؛ لأن الله خلق في أنفسنا (حاجة اسمها الفطرة)، وهي قادرة على التمييز بين الحسن والرديء..
أتعرف يا والدي؟؟.. لقد كنت أحب كتفي الأيمن وأضع عليه البرفان الجميل الذي كنت تستخدمه وتخبئه في دولابك مني حتى لا ألهو به.. كنت أضع عليه الطعام حتى يأكل منه الملاك الطيب الذي يكتب حسناتي لعله يحبني مثلما أحبه، ويزود لي حبة حسنات من عنده فيكون الله (مبسوط) مني ومن حسناتي مثلما أخبرتني..
أما كتفي الأيسر فكنت أخاف منه كثيرا، وأطبطب عليه إذا ما أخطأت وأظل أبكي وأبكي حتى لا يفتن عليّ لرب العباد ويخبره بأني أخطأت فـ(يزعل مني) ويضعني في النار.. كنت أتوسل إليه يا والدي وأقول له: "لا تفتن عليّ أرجوك.. بابا أخبرني بأن الفتنة أشد من القتل.. والنبي يا عمو المسامح كريم وآخر مرة، مش هاغلط تاني والله".. لكني كنت أخطئ بعدها بدقائق فأعود للبكاء والتوسل..
أتذكُر حينما رأيتَني ذات مرة يا والدي العزيز وأنا أبكي وأتوسل لكتفي الشمال فظللت تضحك وأنا أنظر إليك في دهشة واستغراب، فأخبرتني بأن الله غفور رحيم؟.. لقد أعطيتني الأمل يا والدي الحبيب حينما أخبرتني بأن الله حتما سيعلم ما فعلت حتى ولو لم يخبره الملاك الموجود على كتفي، لكنه يعلم جيدا في نفس الوقت أن البشر يخطئون ويفعلون السيئات أكثر من الحسنات لذا فقد جعل فعل الخير عليه عشر حسنات والله يضاعف لمن يشاء أما عمل الشر فعليه سيئة واحدة.. (ساعتها يا بابا حبيت ربنا جداً أكتر من الأول بكتير وعرفت أنه طيب ومش عايز يعذبنا، وقلت لك ببراءة: "يا بابا أنا نفسي أحضن ربنا قوي"، فلمحت في عينك دموعا ماعرفتش سببها وقتها)..
حتى الشيطان يا بابا حذرتني منه وطلبت مني ألا أصاحبه، أو ألعب معه، لأنه وحش وقليل الأدب، وتحدى ربنا ولما ماما حواء سمعت كلامه هي وبابا آدم ربنا طردهم من الجنة ونزلوا الأرض، وعمري ما هطلع الجنة تاني غير لو بعدت عنه..
مازالت أذناي تتذكر نصحك لي بالصلاة يوم أن أتممت السابعة لأنها أول ما سيسألني عنها ربي يوم اللقاء، وأنها ستحميني من الفحشاء والمنكر والبغي.. مازال جسدي يتذكر ضرباتك المبرحة حينما كنت أتكاسل عنها بعد أن أتممت العاشرة..
كنت بازعل أوي منك يا بابا لما تضربني، وأروح أشتكي لماما عشان تجيب لي حقي، وأتكلم في حقك بكام كلمة مش حلوة وأخلي ماما أحسن منك، وأفضل أمجد فيها عشان تتعاطف معايا لكنها كانت بتضربني هي كمان، مش بس كده، دي كمان كانت بتحكي لك اللي أنا قلته عليك.. وفي الآخر تخلوني أطلع أنا الغلطان، وكمان تقولوا عليَّ بقيت وحش وقليل الأدب، ولازم أسمع كلامكم عشان ربنا يحبني..
كنت باتفرج على التليفزيون وأبقى مبسوط قوي لما أشوف توم وجيري وكابتن ماجد، وفجأة ألاقيك بتحول القناة عشان عايز تتفرج على نشرة الأخبار اللي مش بافهم منها حاجة، ورغم إن أوقات كتير كانت النشرة بتكون لسه ماجتش بس أنت برضه بتحول الكارتون عشان عايزني أتفرج على حاجة تانية مفيدة.. لكن اللي كان بييجي قبل النشرة كان المسلسل العربي يا بابا.. كان فيه البطل وحش وشرير وبيغلط في أهله ويعلّي صوته عليهم، ويفضل يصرخ فيهم "أنا مبقتش صغير.. أنا عارف مصلحتي" لكن أنا اتخدعت فيه وافتكرته قوي وقلت عليه شاطر؛ لأنه عرف يرد عليهم، وياخد حقه منهم، وللأسف يا بابا أنا ما شفتش غير الحلقة دي، وماعرفتش إن في الحلقات اللي بعد كده البطل غلط وضاع وندم على ما فعل، وحاول يرجع لكن أهله كانوا خلاص ماتوا وماعدش ينفع يسامحوه.. وبدأت تحصل جوايا صراعات بين تفسير "الشعراوي" اللي كان بييجي كل جمعة وتقعد تتفرج عليه يا بابا وتقول لي "اسمع وافهم ربنا بيقول إيه" وبين البطل اللي تمرد على أهله لأنه كبر وبقى عارف مصلحته.. وكانت الصراعات بتزيد أكتر لما ييجي رمضان وأشوفك ماسك المصحف وعايز تختم القرآن وتنزل تصلي صلاة القيام في الجامع وتاخدني معاك بالعافية وأنا نفسي أتفرج على فوازير "شريهان" أو "نيللي"، أو ألف ليلة وليلة.. كان نفسي تديني فرصة يا بابا أقرر واختار لكن أنت كنت بتكسفني لما تقول لي ربنا أحسن ولا اللي أنت عايز تتفرج عليه..
حتى لما لاقيت واحد صاحبي معاه شريط أغاني في المدرسة واستلفته منه مرة يا بابا عشان أشغله على الكاسيت اللي عندنا، وطلّعت من الكاسيت شريط القرآن اللي كان بصوت الشيخ "الطبلاوي"، وحطيت شريط الأغاني لاقيتك بتقول اعمل واجبك وذاكر وبعدين أسمع براحتك، لكن (الميس) يا بابا كانت طالبة مننا واجبات كتير وعاقبتنا بإننا نكتب الدرس 5 مرات عشان كنا بنرغي في الحصة، عشان كده ماكانش فيه وقت أسمع الشريط، ولما صحيت من النوم تاني يوم الصبح قبل ما أروح المدرسة كنت عايز أجرب الشريط وأسمعه قبل ما أرجعه لصاحبي، وفوجئت بيك بتضربني وتقول حرام أبدأ اليوم بالأغاني بدل ما أسمع القرآن، وبدل ما ماما تطبطب عليّ زعقت لي وقالت لي "تستاهل عشان أنت غلطان"..
تعرف يا بابا لما رحت للمدرسة وحكيت اللي حصل لصاحبي اللي كنت مستلف منه الشريط؟؟ قعد يضحك عليّ وقال "أنا بابا عمره ما ضربني وبيسيبني أعمل اللي أنا عايزه عشان هو بيعتبرني راجل.. لكن أنت أهلك بيعتبروك عيل" واتكسفت قوي من نفسي وافتكرت البطل اللي زعق لأهله وصرخ فيهم إنه بقى راجل، بس لسه من جوايا مش قادر أعمل زيه، لكن في نفس الوقت مابقتش أطبطب على كتفي اليمين وأحط عليه البرفان زي الأول، ولا بقيت أعيط لكتفي الشمال وأخاف منه.. مش عارف ليه..
ولما ظهرت ظاهرة الفيديو كليب يا بابا إنت قلت عليها هبل وابتذال وقلة أدب رغم إن البنات اللي فيها كان كتفهم بس اللي عريان وقتها، قبل ما تيجي واحدة عايزة تحط النقط فوق الحروف، ولما سألت الميس يا بابا "هو الفيديو كليب حرام؟" ضحكت وقالت "لأ مش حرام لو أنت كنت كبير" ولما قلت لها "بس ده فيه حاجات بعيدة عن ربنا" قالت "ساعة لقلبك وساعة لربك"!!
حتى الميس يا بابا بتتفرج عليه وبتتريق على إني لسه صغير.. كنت ما أعرفش حاجة عن "عبد الحليم" و"أم كلثوم" وكنت باحب أسمع "عمرو دياب" اللي كان لسه بيغني وقتها ما بلاش نتكلم في الماضي، وكنت باشوف قد إيه الناس بتتلم عليه، لما يظهر في أي مكان، والأضواء اللي بتنور حواليه، وأتمنى أبقى في شهرته، وألبس نضارة سودا، وأمشي ببطء والناس بتصرخ حواليّا وأنا النجم اللي الكل بيحبه ونفسهم يسلموا عليه..
وكله كان كوم ولما كنت باتفرج على برنامج الكورة في الملعب كان كوم تاني ساعة ما عرفت إن "مارادونا" اللاعب الأرجنتيني أخد 15 مليون دولار عشان ينتقل من النادي اللي مش فاكر كان اسمه إيه للنادي التاني اللي برضه مش فاكر اسمه إيه، وبعدها حبيت ألعب كورة عشان أبقى مشهور وآخد فلوس كتير، ولما أنت شفتني بالعب في الشارع ضربتني وقلت لي "أنت بقيت صايع وبتلعب في الشوارع.. أنا هاطلّعك من المدرسة وأشغلك ميكانيكي" من غير حتى ما تديني فرصة أقول لك إن مدرستي مافيهاش حوش نلعب فيه، ولا أنا مشترك في نادي يا بابا.. افتكرتني بقيت وحش وضربتني على طول مع إني باحبك.. مش كفاية إن كل الناس بتفكر بطريقة تفكير مختلفة عن طريقة تفكيرك سواء أصحابي وأهاليهم وحتى الميس بتاعتي، وبيقولوا عليَّ عيل صغير بسببك.. مش كفاية خوفتني من الملاك اللي على كتفي الشمال رغم إن محدش من أصحابي وزملائي عارف عنه حاجة.. ليه أنت كمان مش بتقول ساعة لقلبك وساعة لربك.. ثم هو فين ده الشيطان اللي قلت عليه.. أنا مش شايفه ولا مصدق حتى إن له وجود، وحتى لو موجود أنا مش عبيط ومش هاسمع كلامه..
ولأول مرة لاقيتني باصرخ فيك في الشارع قدام أصحابي اللي بالعب معاهم، وأنت ضربتني قدامهم يا بابا "أنا مش صغير.. أنا عارف مصلحتي.. نزل أيدك وما تضربنييييييش"..
ساعتها أنت بصيت لي بذهول وكنت مش مصدق نفسك، وخدتني معاك للبيت وأنت مش قادر تمشي من الصدمة، ولما حكيت لماما ما صدقتكش وقالت لك "ابني ما يعملش كده" بس أنا صرخت فيها هي كمان "لأ أعمل.. أنا مش صغير وعارف مصلحتى ي ي ي ي ي"..
ولما لاقيتك ساكت يا بابا ومش عارف تنطق من الحزن عجبني الحال وعشت في الدور، وحسيت إني انتصرت عليك أنت وماما!! انتصرت على الناس اللي أنا أصلاً حتّة منهم ومن غيرهم ماكانش هيبقى ليّ وجود..
أفتكرت إني كده عملت عليك شخصية وإني بقيت راجل فعلا، وتاني يوم في المدرسة لاقيت كل أصحابي بيستقبلوني باحتفال على اللي عملته معاك في الشارع، وبدأت أدخل في مرحلة تانية جديدة يا بابا وأنت يا عيني نفسك تغيرني وتخليني أرجع زي ما كنت.. مرحلة إني أنفذ اللي في دماغي وشايف إنه صح.. وبقيت أرد عليك يا بابا أنت وماما الكلمة بكلمة، وتفضلوا تضربوني وأنا مش هاممني، وأروح المدرسة تاني يوم أحكي إني قوي وباستحمل الضرب وبرضه بعمل اللي في دماغي، حتى إن أصحابي اللي كانوا بيتريقوا على بقوا يقلدوني يا بابا..
ومع الأيام صحتك ضعفت أنت وماما وبقيتوا عاجزين إنكم تضربوني، وأنا كمان كبرت وبقيت زي الشحط، وبقى آخر حاجة ممكن تعملوها معايا إنكم تزعقوا وبس، وأنا برضه اللي في دماغي في دماغي، لأني بقيت كبير وعارف مصلحتي..
ومع الأيام يا بابا نسيت كلامك الجميل عن ربنا، وبطلت صلاة، وأقصى حاجة كنت باعملها إني أصلي الجمعة، وكمان كنت بابقى مخنوق إني نازل أصلّيها، وساعات كتير كنت باشغّل إذاعة الأغاني وقت الخطبة عشان ما أسمعش الخطبة يا بابا.. بعدت عن ربنا قوي يا بابا، ورحت في طريق تاني خالص غير اللي أنت رسمته ليّ..
بقيت أفضل الأغاني أكتر من القرآن، بس غصب عني يا بابا.. أنا عمّال أتصدم في الحياة، كل حاجة حلوة بتمناها بتضيع مني.. الأحلام كلها بتموت.. الإنسانة اللي حبيتها وأخلصت ليها، وحسيت إني عمري ما هاقدر أعيش من غيرها، ضاعت مني لأن أهلها شايفنّي لسّه عيل، زي ما أنت كنت بتقول عليَّ يا بابا بالظبط، ولأول مرة أحس أني من ساعة ما سيبتك، وما بقتش أسمع كلامك فضلت محلك سر من غير أي تغيير أو تقدم، لدرجة إني لسه عيل ما كبرتش، وكمان قالوا إني مش هاقدر أصرف عليها، وجوزوها لواحد غني لسه راجع من الخليج.. وفضلت حاسس بالضياع والغدر والخيانة يا بابا، وعرفت بقيمتك، وفضلك عليّ، وإني عمري ما هاتقدم غير برضاك عليّ وتوفيق ربنا ليّ..
ساعتها بدأت أرجع تاني للصلاة والالتزام.. رجعت للخوف من الكتف الشمال وحب الكتف اليمين.. رجعت للقرآن الكريم بعد آذان الفجر.. لكن برضه لسه جوايا حاجة انكسرت يا بابا.. لسه حاسس بالضياع بكل معانيه، مش قادر أعيش من غيرها، مش قادر أتخيل أنها هتبقى في حضن واحد تاني.. حتى ربنا يا بابا مكسوف منه.. هاقابله بأي وش بعد اللي عملته ده.. أنا بعت كل حاجة حلوة يا بابا والتمن رخيص..
أصحاب السوء كانوا عايزينّي أشرب سجاير ومخدرات عشان أنسى وأودع الأحزان، وأعيش في سعادة ومزاج عالي، لكن ربنا اللي أنا تمردت على أوامره، وبعدت عن طريقه خد بإيدي وهداني وأنقذني من السقوط في اللحظة الأخيرة، في الوقت اللي غيري بيسقط فيه بلا رجعة، وأنت وقفت جنبي وإديتني الأمل في رحمة ربنا والأمل في بكرة يا بابا.. ومع ذلك لسه مش قادر أرد لك الجميل.. لسه باهرب من المواظبة على الصلاة.. باسمع أغاني وأنسى القرآن.. باتفرج على الفيديو كليب بتاع "هيفاء وهبي" و"نانسي عجرم" و"إليسا" و"ماريا" و"روبي"، وباعشق صور "كاميرون دياز" و"نيكول كيدمان" و"كيت وينسلت" و"ميج رايان"، وأتابع أخبار مشاهير الفن والرياضة وأحاول أعرف كل حاجة عنهم، وعمري ما فكرت أسمع درس ديني أعرف بيه سيرة الصحابة اللي ساندوا الدين وثبتوا أركانه في شتي أنحاء العالم..
لما جيت لك يا بابا وعدتك أني هاسمع كلامك وعمري ما هاخالفك للأبد، وهابذل أقصى ما عندي عشان أبقى على الصراط المستقيم وبُست إيدك وإيد ماما، لكن أنا فشلت إني أبقى زي ما أنت عايزني، وبدأت بعد فترة أكره قراراتك وأملّ من تفكيرك القديم، ورجعت تاني أقول إني كبرت ومابقتش صغير، وأنك من جيل غير جيلنا، لكن مع ذلك كنت بتأثر قوي لما أشوف دموع في عينيك مني أو نبرة ضعف بسببي.. كنت بترمي في حضنك أستسمحك وأنا باتقطع من جوايا على اللي عملته، لأني مش إنسان وحش يا بابا.. والله العظيم أنا مش إنسان وحش.. فيه جوايا حاجات كتير حلوة لكن مش عارف أظهرها..
تعرف يابابا إني في عز أخطائي وسيئاتي كان بييجي عليِّ الليل وأفضل أبكي مع نفسي زي الصغار وأفضل أكلم ربنا وأطلب منه ياخد بإيدي وأدعي من كل قلبي "يا رب ما تنسانيش حتى لو أنا نسيتك.. يا رب أنت اللي عارف أنا جوايا خير قد إيه.. ارحمني يا رب لو روحي اتقبضت مني وأنا في معصية" وأفضل أقسم أني من أول بكرة هابقى شخص جديد، لكن بمجرد ما ييجي الصبح بارجع تاني زي ما كنت..
بس والله غصب عني يا رب.. غصب عني يا بابا.. كل ما أقرر أكون إنسان جديد تاخدني ملايين المغريات اللي حواليا لبحر الغلط والخطيئة، وأنا مجرد بشر، ضعيف، من لحم ودم، ومشاعر، وغريزة.. لازم غصب عني أتأثر باللي بيحصل حواليا.. بالظبط زي المثل اللي ضربته في بداية كلامي.. قدامي ملايين شاشات العرض اللي بتعرض مضامين مختلفة وكله بيغلوش على كله.. مش عارف أركز أنا مين وعايز إيه.. الأبطال كتروا قوي يا بابا ومش عارف أبقى زي مين فيهم.. "مشاري راشد العفاسي"، ولا "أحمد عز"، ولا "سامي يوسف"، ولا "تامر حسني"، ولا حتى "أحمد الفيشاوي".. أسمع القرآن وأبكي وبعدها بثوان أشغل الأغاني وأرقص.. أسرح بخيالي فأرى نفسي نجما محبوبا تلتمع من حوله الأضواء وترتمي عليه عشرات المعجبات، وتوقع يده آلاف الأوتوجرافات، بعدها أراني رئيس جمهورية يحكم بالعدل ويعطي كل ذي حق حقه، ولا أستغل منصبي للتربح والاستفادة الشخصية.. ثم أراني داعية يهدي البشر ويلتف حوله آلاف الملتزمين والملتزمات.. وفي الآخر خالص أقول مش عايز غير إنسانة أحبها وأعيش معاها في سعادة ونخلف بنين وبنات، ولا نتمنى سوى الستر والصحة، وفي النهاية مش باقدر أكون أي حاجة من كل دول لأن الأحلام بقت بعيدة قوي حتى السهل منها.. حتى كوابيسي يا بابا اختلفت وتشتت وتضاربت.. مرة أجدني أسقط من ارتفاع عالي، ومرة أرى أنني مقتول والناس ملتفة من حولي وأنا أصرخ فيهم أني لازلت حيا ولا أحد يسمعني.. أحياناً أرى أني فقدتك يا والدي الحبيب، وأنك | |
|
| |
nora عضـو فعـال
عدد الرسائل : 206 العمر : 35 البلـــد: : Om El Donia نقاط : 6306 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2007
| موضوع: رد: الالف وجوه للانسان 1 السبت أغسطس 25, 2007 2:15 pm | |
| باقي الموضوع فضلت تزعق ليّ وأنا بابجّح معاك لغاية ما الأمور تدهورت وأنا ضربتك، وأنت ما استحملتش الصدمة ومت من الزعل.. مت غضبان عليّ وأنا أرتمي على نعشك وأبكي وأبكي، وأبكي وأطلب منك السماح، لكن بلا جدوى والناس تنتزعني من فوق الصندوق الذي يحمل جثمانك على باب القبر ويخرجون جسدك ويهبطون به لأسفل، وأنا وحيدا شريدا، عمال أصرخ.. سامحني يا بابا.. بحبك أوي يا بابا.. وأحياناً أرى والدتي الحبيبة مريضة بمرض خطير يلتهم صحتها حتى تسقط من الألم والضعف، فأجري عليها وأحتضنها وأطلب منها أن تتماسك فتنهض معي وهي تبتسم لي في وهن شديد كي تطمئنني، وما أن أفرح بقيامها، حتى تسقط مرة أخرى وعيناها تنظران للسماء وقد أسلمت روحها إلى ربها وأنا أصرخ أيضاً..
فاكر يا بابا لما لقيتني الساعة 3 الفجر بادخل عليك الأوضة، وأوقظك من النوم فجأة وأنا أحتضنك بشدة أنت وأمي، والدموع تنهمر من عيني في ندم شديد وفضلت أحلف لك ساعتها أني مش هازعّلك تاني؟.. كان واحد من تلك الكوابيس المزعجة وظننت أني افتقدتكما للأبد..
لم يعد لي موقف ثابت وبقيت حاسس إني لابس ملايين الأقنعة يا بابا، كل قناع متفصل على مقاس سؤال معين من شخص معين، وبمجرد ما يتغير الشخص يتغير القناع وتتبدل الإجابة.. في الجامع مع أصحابي الملتزمين بالبس قناع التدين والورع، في الشارع مع أصحابي اللي على الناصية بالبس قناع الروشنة والفساد، في الشغل قناع الوقار والاحترام، في البيت قناع التمرد والعصيان.. واختلط عليّ الأمر ومبقتش عارف أنا مين فيهم، وكل ما أخلع قناع ألاقي تحتيه قناع، وأفضل أخلع وأخلع دون أن أصل لوجهي الحقيقي..
تاهت ملامحي الأساسية وانطمست شخصيتي اللي ربنا خلقني عليها وسط آلاف الشخصيات اللي بمثلّها على مسرح الحياة..
حتى لما قررت أكون إنسانا طموحا عشان أنجح وأثبت للكل إني مش فاشل، طموحي خدني لبعيد قوي يا بابا ومش قادر أعرف هل أنا باجتهد عشان نفسي ولا عشان ربنا والناس اللي هتحتاجني لما أكون إنسان ناجح ومسئول..
بس اللي عرفته كويس إن الدنيا بقت صعب قوي يا بابا والواسطة متحكمة في كل حاجة حوالينا ومحدش بيقتنع إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، وكل مسئول أو حتى موظف صغير عايز يسمع كلمة باشا وبيه، وغيرها من ألفاظ التعظيم والتفخيم، ولازم تحسّسه أنه أهم شخص في الدنيا، عشان يقضي لك مصلحتك.. النفاق سيطر على كل حاجة وكل مصلحة لازم يكون قصادها مصلحة، ومحدش بقى يعرف حد.. كان لازم أتعلم أبقى زي الناس بدل ما أضيع في الرجلين، ومن ساعة ما نافقت وتنازلت وأنا بنجح يا بابا رغم أنك بتؤكد لي أني بانزل وأنا مش حاسس..
طب إيه البديل يا بابا.. أعمل إيه.. أتوب أزاي وأنا كل شوية باغلط ومفيش فايدة.. أشتغل ازاي وأنا لازم هنافق وأتنازل، ده لو لاقيت شغل من أصله.. أبعد عن البنات ازاي وكل بنت لابسة ما قّل و(ضل) والإغراء بقى عيني عينك والماكياج والعدسات اللاصقة، والشعر السايح المصبوغ، بقوا سر اللعبة، حتى الحجاب مبقاش حجاب بالمعنى المطلوب، وبصراحة البنات احلوت قوي.. أود أهلي وقرايبي وأصل الرحم ازاي والدنيا بقت مشاغل.. أتابع ازاي الأحداث من حواليّا إذا كنت لما باروح لبتاع الجرايد عشان أشتري جورنال محترم، غصب عني لازم أبص على كام صورة مش ولابد في كام جورنال أصفر، ولما أفتح التليفزيون عشان أشوف نشرة الأخبار أو برنامج ديني، لازم صباعي اللي عايز قطعه يحول القنوات لغاية ما عيني تلمح أي كليب قليل الأدب أفضل أبص عليه شوية وفي الآخر أحوّل وأنا بالعن السفالة والإباحية، وأقول بتقوى وورع اللهم اعف عنا..
بقيت شايف نفسي يا بابا زي الممثل اللي عمّال يلعب أدوار كتير بس تاه وسط الشخصيات اللي بيمثلها ومش عارف هو مين.. هل أنا الشاب الثوري اللي رافض اللي بيحصل، ولا الشاب البايظ اللي ضاربها صارمة ومفيش في دماغي غير المتع والشهوات، ولا الشاب الملتزم اللي ندمان على ماضيه، ولا الواد الروش خفيف الدم اللي مقضيها "بين البينين" شوية أرقص وأغني وأروح السينما وأخرج مع أصحابي الولاد والبنات، وشوية أروح الجامع والجامعة وأحضر محاضراتي..
شايف نفسي باغرق يا بابا ومش قادر أنقذ نفسي، كل حاجة حواليّا لا تبشر بالخير، أنا وكل الشباب اللي زيّي فقدنا حق الحلم، حق الحب، حق الخيال.. حقوقنا اتهضمت يابابا وضعنا واحنا نفسنا ما نضعش.. والله مش عايزين نضيع.. وحياتك عندي يا بابا مش قصدنا حتى نبجح في أولياء أمورنا ونتمرد عليهم ونجادلهم كلمة بكلمة.. احنا بعدنا عنكم وعن البيت وبقى كل واحد يقعد في أوضته حاطط الهيدفون بتاع الكمبيوتر على ودنه ومشغل بلاي ليست فيها كل أنواع الأغاني ومطنش الدنيا وما فيها لأننا فشلنا في التواصل مع اللي حوالينا.. فقدنا حلقة الوصل مع عالمنا.. حسينا إننا بقينا أغراب والبلد مش بلدنا يا بابا.. حتى بص دموعي مغرقة الورقة ازاي.. شوف خطي مهزوز بسبب إيدي اللي بترتعش ازاي.. والله أنا غلبان يا بابا رغم كل اللي عملته.. عشان كده قررت أكتب كل اللي في نفسي في ورقة، وأسلمها لك عشان مبقتش قادر حتى إني أتكلم، وأول ما تقرا الورقة دي هتلاقيني واقف قدامك نفسي أرتمي في حضنك، وأفضل أعيط يا بابا يا حبيبي.
لكن في النهاية كان كفاية عليّ أوي إني لما كتبت كل ده في ورقة وسلمتها لك عشان تقراها، قلت لي بتأثر وتعاطف "يابني كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون" ولا تقل إنه لا أمل في التوبة لأن الله سبحانه وتعالى يقول "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً" ثم تابعت بحنان بالغ "وإذا كنت قد يئست من خلع كل الأقنعة دون جدوى، فهذه الورقة هي وجهك الحقيقي فتمسك به وإياك أن يهرب منك بعد أن وجدته، لأنه هو الذي سيصل بك لبر الأمان"، واحتضنتني بشدة كما لم تفعل من قبل وأنت تقول وعيناك تلتمع بالدموع وقد تهدجت نبرات صوتك "ألف مبروك يا بني.. شد حيلك.. اجتهد وهتبقى حاجة حتى لو كل اللي حواليك بيقول مفيش أمل لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. ولو أحلامك اتلوثت بحب الشهرة المزيفة والمجد اللي ما يفيدش غير نفسك هتلاقي إيمانك بالله هو المصفاة اللي هتصحح طموحاتك وخيالك"..
كان هذا اليوم هو البداية الحقيقية للإنسان الأصيل الضّال داخلي.. وهذا ما حدث مع صاحب الألف وجه.. | |
|
| |
بنبوناية المنتدة كبــار الشخصيـات
عدد الرسائل : 4127 نقاط : 6359 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 14/06/2007
| موضوع: رد: الالف وجوه للانسان 1 السبت أغسطس 25, 2007 7:45 pm | |
| هوموضوع طويل اوى بس بجد رائع جدا تسلمى يا قمر على نقلك للموضوع الرائع دة | |
|
| |
sp!ky عضـو ماسـى
عدد الرسائل : 1588 العمر : 35 البلـــد: : egypt الوظيفة: : طالب فى سلاحف اكاديمى الهوايات: : الرسم مزاجـى: : نقاط : 6336 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 17/07/2007
| موضوع: رد: الالف وجوه للانسان 1 السبت أغسطس 25, 2007 8:32 pm | |
| طول عمرى بقول عليكي مجنونه انا هقرائه والله بس بعدين عشان دلوقتى تعبان شويه | |
|
| |
spikter مشرفة
عدد الرسائل : 1203 العمر : 37 البلـــد: : فى بيتنا الوظيفة: : بيقولو طالبة جامعية الهوايات: : الكتابة والخطابة والغناء من الاخر متعددة المواهب مزاجـى: : الهوايات: : نقاط : 6322 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 03/07/2007
| موضوع: رد: الالف وجوه للانسان 1 السبت أغسطس 25, 2007 10:36 pm | |
| بجد جميلة جدااااااااااااااااا انا مش لاقية كلام يعبر عن اللى جوايا لان القصة فيها كتيييير منى ومنك ومن كل الشباب ربنا يهدينا ويعافينا ومشكورة يا قمر على الموضوع الرائع ده وربنا يوفقك | |
|
| |
oshawageeh عضـو مشـارك
عدد الرسائل : 93 العمر : 37 نقاط : 6298 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 23/08/2007
| موضوع: رد: الالف وجوه للانسان 1 الأحد أغسطس 26, 2007 10:15 am | |
| | |
|
| |
~~ مجهول اللينك ~~ عضـو فضـى
عدد الرسائل : 604 العمر : 37 البلـــد: : elzowowo نقاط : 6308 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 16/08/2007
| موضوع: رد: الالف وجوه للانسان 1 الإثنين أغسطس 27, 2007 4:02 pm | |
| نورا صباح الخييييييييييييير ههههههههههه انتي عارفه اخوكي بيحب يهرب من المواضيع دي | |
|
| |
فجر v . i . p
عدد الرسائل : 7782 العمر : 37 البلـــد: : another world الوظيفة: : university student الهوايات: : reading مزاجـى: : الهوايات: : نقاط : 6166 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 31/07/2007
| موضوع: رد: الالف وجوه للانسان 1 الإثنين أغسطس 27, 2007 4:57 pm | |
| اولا انا بحب اهنيكى على امانتك
ثانيا بجد الموضوع جميل انا مقريتوش كله بصراحه لانى والله بتكلم من سيبر
بس ان شاء الله هقراه
انا عجبنى اوى وصفه للمراحل وصف بشكل جميل
ربنا يهدينا جيعا
شكرا ليكى
اختك
فجر | |
|
| |
nora عضـو فعـال
عدد الرسائل : 206 العمر : 35 البلـــد: : Om El Donia نقاط : 6306 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2007
| موضوع: رد: الالف وجوه للانسان 1 الإثنين أغسطس 27, 2007 6:21 pm | |
| شكرا لمرورك يا بنبوناية المنتدة ويارب تكوني استمتعتي بقراته
ياريت يا سبيايكي تكون قراته علشان تستفيد منه شكرا يا spikter يا رب يكون عجبك انا بعترف ان الموضوع طويل يا oshawageeh بس صدقني يستحق القرايه ماشي يا مجهول انت حر انت اللي هتندم صباح الفل شكرا ليكي يافجر منوره والله | |
|
| |
نهال مشرفة
عدد الرسائل : 2188 العمر : 41 البلـــد: : الشرقيه الوظيفة: : لا يوجد الهوايات: : الكومبيوتر الهوايات: : نقاط : 6333 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 09/06/2007
| موضوع: رد: الالف وجوه للانسان 1 الإثنين أغسطس 27, 2007 6:40 pm | |
| انا قريت الموضوع كله يانورا وبشكرك جدا على نقلك ليه وشجاعتك وانتى متأكده ان مش الكل هايقراه بس بجد انا اتهزيت وانا بقرا الكلام ده فعلا كل كلامه صح زى مايكون بيحكى عننا احنا الشباب يعنى كل كلمه وكل احساس هو حس بيه بحسه بالفعل والحمد لله انا مقتنعه تماما انى بشر وكل البشر خطائين وخير الخطائين التوابين بجد جزاكى الله خير | |
|
| |
nora عضـو فعـال
عدد الرسائل : 206 العمر : 35 البلـــد: : Om El Donia نقاط : 6306 التقدير : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2007
| موضوع: رد: الالف وجوه للانسان 1 الإثنين أغسطس 27, 2007 6:49 pm | |
| شكرا ليكي يا نهال هو ده رد الفعل الي كنت مستنايه بجد انا عايزه كل الناس تقراه لانه فعلا حلوو جدا موثر كمان شكرا لمرورك يا نهال | |
|
| |
| الالف وجوه للانسان 1 | |
|