التسامح في الإسلام يشكل الأصل الموضوعي لهذا الدين، وهو محور حركته بين الناس جميعاً، وهو مبدأ عظيم من مبادئه يرتكز على المسلمات الأخلاقية فيه، وحيثما وجد هذا المبدأ وجدنا التفكير المستقيم والسلوك القويم والايمان الكامل، فإننا لا نجد مسلماً يملك نفسية سليمة وسلوكاً مستقيماً إلا وهو متسامح بكل تأكيد. فالتسامح هو الأداة المهمة في نشر الدعوة وإقبال الناس على دين الله تعالى، وهو أيضاً الذي يكفل الحرية بكل أبعادها وأنواعها للإنسان، وهو الذي يكفل ويضمن سلامة العيش المشترك، الذي يدعو إليه الاسلام بين أتباعه وبين الأمم والشعوب الأخرى، ولا تكاد تمر مناسبة حضارية إلا ونجد الإسلام يدعو للسلم الاجتماعي ويرغب في السلام بين الناس لدرجة انه ذكر السلم ومشتقاته في القرآن الكريم في مئة وثمان وثلاثين آية. وبالمقابل فإن الغلو والتشدد في الدين هو خروج عن روح الدين وحدوده، ويكون بسبب التصور الفاسد، والمعلومات المغلوطة، أو بسبب الكيد للدين والمكر به، ودائماً ما يصحب الغلو جهل وتعصب وهوى وحقد وأحكام غير شرعية تنتهي بصاحبها الى زرع العداوة والبغضاء والتقاتل بين الناس، 0
منقول للافاده والاستفاده000 محمد العادلي