• من هو أول ضابط فى جهاز
المخابرات الاسلامية ؟
•
حذيفة بن اليمان أمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
• فدائى .. مغوار .. جسور .. كتوم
.
• لماذا اختاره الرسول الكريم
لتنفيذ اول عملية فدائية فى الاسلام .
• الوحيد الذى كان أبلغه الرسول بأسماء المنافقين
--------------------------------------------
دائما ما يتصف عالم المخابرات
والجاسوسية بالسرية والغموض .. وهاتين الصفتين هما سر شغف ولهفة الجميع فى معرفة
ولو أقل القليل من أسرار العالم الخفى للمخابرات .. كما ان الصفات العامة التى تقفز
الى الأذهان وتجعل من رجال المخابرات فرسانا أحلام الصبايا وأملا لكل محب لأمته ..
أن يكون جسورا.. مغوارا.. صبورا.. جلدا.. كتوما.
والصفات السابقة هى تماما التى كان يحملها الصحابى
الجليل
( حذيفة بن اليمان) الملقب
بأمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقد كان مغامرا جسورا وصبورا على المتاعب
وجلدا فى تحمل الجهود .. ولعل لقبه هو أصدق شيئا على كتمانه. . ولهذ فقد استحق عن
كل تقدير أن نصنفه وننعته ىبأول ضابط مخابرات فى التاريخ الاسلامى
..
وحينما تقرأ القليل عن
حياته فسوف تعرف عزيزى القارئ أنه قد قام بأول عملية سرية تجسسية فى الاسلام إبان
غزوة الخندق ولعل من الأمور التى جعلت الحس الأمنى ( بلغة العصر الحديث لرجال
الأمن) لديه عالى جدا هو هروبه مع والده من مكة هربا من الثأر حيث كان والده مطاردا
من بعض القبائل هناك يريدون دمه أخذا بالثأر لهم فى جريمة لاذنب له فيها ولعل هروبه
مع والده وتحسسهما حياتهما محولين درء الخطر عن حياتهما قد جعل للعوامل الأمنية
بعدا خاصا فى حياته .. وسوف ندع السطور القادمة تعرفك أكثر من هو أول ضابط
للمخابرات فى تاريخ الاسلام .
• هو حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر بن عمرو العبسى ، وكانت لحذيفة
منزلة ومكانةرفيعةعندرسول الله صلىالله عليه وسلم فقد كان صاحب سر رسول الله
صلىالله عليه وسلم فى المنافقين لم يعلمهم أحد الا حذيفة أعلمه بهم رسول الله
صلىالله عليه وسلم وكان عمربن الخطاب رضى الله عنه اذا مات ميت لا يصلى عليه حتى
يسأل عن حذيفةفاذاحضرحذيفةالصلاة صلىعليه عمر وإلا لم يصل خشيةأن يكون من المنافقين
فقدأمرالله نبيه صلىالله عليه وسلم فى سورةالتوبةآية 84 ألايصلى علىالمنافقين قال
تعالى(ولا تصل على أحدمنهم أبداولا تقم على قبره انهم كفروابالله ورسوله وماتوا وهم
فاسقين) صدق الله العظيم .
وكان إيمان حذيفةوولاؤه لا يعترفان بالعجزولا بالضعف ولا بالمستحيل ففى
غزوةالخندق وبعدأن دب الفشل فى صفوف كفارقريش وحلفائهم من اليهود أراد الرسول
صلىالله عليه وسلم أن يقف على آخر تطورات الموقف هناك فى معسكر أعدائه وكان الليل
مظلما ورهيبا .. وكانت العواصف تزأر وتصطخب وكان الجوع المضنى قد بلغ مبلغه بين
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وقع اختيارالرسول صلىالله عليه وسلم
علىالبطل حذيفة بن اليمان ليقوم بهذه المهمةالبالغةالعسر .وقد قطع حذيفة المسافة
بين المعسكرين واخترق الحصار وتسلل الى معسكر قريش وكانت الريح العاتية قدأطفأت
نيران المعسكر فخيم عليه الظلام وأتخذ حذيفة رضىالله عنه مكانه وسط المحاربين وخشى
أبو سفيان قائدقريش أن يفاجئهم الظلام
بمتسللين من المسلمين فقام يحذر جيشه من المتسللين وأمرهم بأن يتحقق كل
رجل ممن بجواره وسمعه حذيفةيقول بصوته المرتفع " يا معشرقريش لينظر كل منكم جليسه،
وليأخذ بيده وليعرف اسمه .. وهنا تبرز قوة دهاء وذكاء وسرعة البديهة لدى حذيف فسارع
الى يد الرجل الذى بجواره وقال له : من أنت ؟؟ فقال فلان بن فلان !! وهكذا أمن
وجوده بين الجيش فى سلام...!وأستأنف أبو سفيان نداءه الى الجيش قائلا ( يا معشرقريش
أنكم والله ماأصبحتم بدارمقام لقد هلكت الكراع –أى الخليل– والخف أى الابل –
وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذى نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون .. ما تطمئن
لنا قدر .. ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء ... فارتحلوا فأنى مرتحل) ثم نهض
فوق جملةوبدأ المسيرفتبعه المحاربون " وعاد حذيفةالى رسول الله صلىالله عليه وسلم
فأخبره الخبر و زف اليه البشرى وبعد وفاة رسول الله صلىالله عليه وسلم حزن حذيفة
حزنا شديدا ولكنه كبطل لم يعرف المسلمون مثله فقد استكمل مسيرته مثله مثل ضباط
المخابرات فى عصرنا الحالى الذين لاتنتهى حياتهم المخابراتية إلا بموتهم فهو لم
يترك موقعه كمجاهد فى سبيل الله ففىمعركة نهاوند العظمى– حيث أحتشد الفرس فى مائة
وخمسين ألف مقاتل وقد وقع اختيارأميرالمؤمنين عمربن الخطاب على ( النعمان بن مقرن )
لقيادةالجيش ثم كتب الى حذيفة أن يسيراليه علىرأس جيش من الكوفة وأرسل
عمرالىالمقاتلين كتابه يقول"اذا اجتمع المسلمون فليكن كل أمير على جيشه وليكن أمير
الجيوش جميعاالنعمان بن مقرن فاذا استشهدالنعمان فليأخذ الراية حذيفة فاذا استشهد
فجريربن عبد الله" والتقىالجيشان ونشب قتال يفوق كل نظير ودارت معركة من أشد معارك
التاريخ فدائية وعنفا وسقط قائدالمسلمين (النعمان بن مقرن) وقبل أن تهوىالراية
المسلمةالى الأرض كان القائدالجديد (حذيفة بن اليمان) قدتسلمها وأوصىبعدم إذاعة
نبأموت النعمان حتىتنجلىالمعركة ودعا(نعيم بن مقرن) فجعله مكان أخيه (النعمان)
تكريما له. وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس .
وكانت وفاة حذيفة بالمدائن وصعدت روحه الطاهرة الى بارئها
سنة ست وثلاثين من الهجرة ، رضى الله عنه وأرضاه .. رحمه الله فقد كان أول ضابط فى
جهاز المخابرات الاسلامية .