بقلم: إيتان هابر – صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية
19 نوفمبر 2007
بالرغم من ان السياح المصريين يظلون في ابتعاد عن تل ابيب, تظل اتفاقية السلام اتفاقية رابحة.
سافرت بنا الحافلة المصرية التي اقلتنا من المطار الدولي الى الفندق الواقع بجانب الاهرامات عبر القاهرة. الالاف من الناس كانوا واقفين في الشوارع, العديد منهم كانوا يلوحون ويهتفون. ووضعنا نحن, اول مجموعة من المراسلين والصحفيين الاسرائيليين تطأ القاهرة, وجوهنا على زجاج النوافذ ولم نستطع تحويل نظرنا عن الناس والبيوت والشوارع. لقد كان منظرا لم يرى ابدا من قبل "اول اسرائيليين في القاهرة."
"اتعرفون لماذا يلوح لنا الناس ويهتفون؟" كان هذا سؤالي في محاولة لكسر الجو القلق الذي ساد الحافلة. "لانهم يعتقدون اننا اسرى اسرائيليين." ضحك البعض واستمر البعض في النظر والحملقة خارج نوافذهم, ظهر لنا عالم جديد.
اكدت دعابتي السيئة في هذه اللحظات المليئة بالمشاعر على قلة ايماننا بمصر وبالرئيس السادات وبالسلام. بعد اربعة سنوات من يوم العبور وبعد ان فقدنا 2700 جندي (!), كان سؤالنا ان نؤمن بالسلام طلبا مبالغا فيه.
وفي هذا الاسبوع, والذي يوافق مرور 30 عاما على الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري انور السادات الى القدس, يظل العديد من الاسرائيليين المتعلمين والمثقفين يتسائلون: ما الذي عاد علينا من اتفاقية السلام؟ ومن جديد يبدأون في الهمس عن السياح المصريين الذين لا يأتون الى الحانات الاسرائيلية وبالطبع عن الروح العدائية المصرية. هل تسمون هذا سلاما؟
الرغبة في ان تكون محبوبا تصل بالعديد من الاسرائيليين الى الجنون. اذا لم يعترف مبارك, او ساركوزي, او بوش او اي رئيس اخر بحبه الجم لاسرائيل سنقوم فورا بشطبهم. انهم كارهوا اسرائيل اعداء السامية.
وعلى اي حال فإن المصريين في العموم لا يحبون اسرائيل (ويجب ان نسأل اذا كنا نحن نحبهم) ولا يملؤون شواطئ تل ابيب, ايضا بسبب انهم لا يسافرون كثيرا ولا يوجد شيئا يشد اهتمامهم في تل ابيب. ماذا سنفعل, ليس لديهم الكثير من المسافرين.
ثلاثون عاما بدون ضحايا حرب
يجب ان نقول من جديد: المصريون لا يحبوننا, واعتقد ان لهم العديد من الاسباب (الحرب, الضحايا, الاقتصاد المصري المنهار نتيجة الحرب, والقضية الفلسطينية التي لا تحل) حسنا؟
بجوار بلد حاربت اسرائيل لمتوسط عشر سنوات (1948, 1956, 1967, 1973) لم يسقط اي ضحايا على جانبنا لمدة ثلاثين عاما (ولا على جانبهم ايضا). قتل حوالي 30 اسرائيليا في عمليات ارهابية, ليس عن طريق الحكومة المصرية, او بكلمات اخرى: الاف الاسرائيليين الذين يعيشون اليوم وفي هذه اللحظة, يتنفسون ويأكلون ويشربون وبعملون ويمرحون, مدينون بحياتهم لانور السادات ومناحم بيجن. والاف من الاخرين (على الاقل 6 الاف على جانب اسرائيل) لم يكونوا محظوظين كفاية وهم ينامون اليوم تحت شواهد قبورهم في المدافن العسكرية.
هذا سؤال واحد بسيط: ماذا سنفعل اذا لم يكن هناك سلام مع مصر, وقام هؤلاء المصريون الفظيعون بنقل قوى كبيرة الى صحراء سيناء, كل ثلاثة اشهر تقريبا؟ لا اطلاق نار ولا حتى اقتراب من الحدود الاسرائيلية, فقط التحرك داخل صحاري سيناء بكتيبتين مدرعتين. ماذا سنفعل؟ سنحارب بعضنا, ام سنظل نستدعي كتائبنا الاحتياطية. كم من الوقت بمكننا التحمل قبل ان نصبح بهذا الشكل, بجانب معاناة الاقتصاد والجبهة الوطنية؟
بالطبع من الممكن ان يفسر لي شخص ما كيفية محاربة مصر في نفس الوقت الذي نتعامل فيه مع الهجمات الارهابية في الاراضي المحتلة, وحزب الله الذي لا يريد ان يهدأ في لبنان او سوريا, حتى اذا فقط قامت بتحريك كتيبة مدرعة واحدة لمسافة 20 كيلومترا داخل سيناء؟ (سؤال اخر مهم جدا: ماذا عن جهود اعادة التسليح التي تقوم بها مصر والتي حذر منها نائب الكنيست يوفال ستينيتيز؟ هذا موضوع مهم من اجل تفكير جاد.)
نهاية: المصريون لا يحبوننا ولن يأتوا الى تل ابيب, ومازلنا نحن راضون جدا. شكرا لكي يا مصر على اتفاقية السلام المزيفة,
شكرا.]