بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
يداوي الناس وهو سقيم
من منا لا يعرف أو لم يسمع عن الكاتب الأمريكي المشهور دايل كارينجي صاحب أهم مؤلفات في فنون التعامل مع الناس و ضغوط الحياة وفن التعامل معها ... ومن أشهر مؤلفاته كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس و كتاب دع القلق وأبدأ الحياة..
والذي وضع فيه قواعد رائعة في كيفية طرد القلق والانطلاق في الحياة العامة بكل سعادة وثقة . ولكن مع ذلك لم يستطع أن يمنع القلق أن يسيطر على حياته فعصفت الكآبة بحياته ، وسادت التعاسة والشقاء أيامه ، فقرر هو أيضاً التخلص من حياته عن طريق الإنتحار !!!
فما هو السبب ؟؟؟!!!
فهل باب النجار مخلع !!! أو ينطبق عليه قول الشاعر
وغير التقى يأمر الناس بالتقى *** طبيب يداوي الناس وهو عليل
سبحان الله الإجابة طبعاً معروفة والكل يعرفها وهي في هذه الآية
( ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )
هذا هو السبب فمهما وصل الإنسان إلى الشهرة وحقق الأموال الطائلة وحقق أعلى المناصب أو حصل على أعلى الشهادات العلمية في شتى مجالات العلم وكان نابغةً في فنون التعامل مع الحياة وضغوطها كل ذلك لا يسد فجوة موجودة في قلب الإنسان والتي لا يسدها ويملأها راحة وطمأنينة وسعادة إلا الإيمان بالله سبحانه وتعالى وإلتزام درجة العبودية .
فماذا نستفيد نحن بقراءة كتبهم ... وكلها هراء وماذا نستفيد نحن من تجاربهم ... وكلها أكاذيب وإدعاء ولو كانت تنفع لنفعتهم .
إن لنا أسوة حسنة في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلنتعلم من سيرته العطره . وأتحداكم بأن أي موضوع في فن التعامل مع الناس والتعامل مع الحياة ومشاكلها وهمومها إلا نجدها في سيرته صلى الله عليه وسلم ...
ويكفي أنه تم إختياره كأفضل شخصية في العالم . وهذه شهادة لا ننتظرها منهم فنحن نعرفها حق المعرفة ولكن تلك كلمات لمن أغتر وإنبهر بحضارتهم وعلومهم وأصبح يتباهى بالشهادات التي حصل عليها لديهم .
فمهما حصلنا على شهادات وخبرات وعلوم فلن نجد أفضل من القرآن والسنة ففيهما كل ما تطلبه النفس والجسد لتحقيق الراحة النفسية والإرتياح الجسدي ...
كل ذلك نحققه بشئ بسيط لا جلسة ولا أموال ولا شخص يستمع لنا بل بأن نتوضأ ونصلي ركعتين وننكسر أمام جبار السموات والأرض ونشكو له سبحانه همنا ونبث له شكونا ولن نجده جل في علاه يسأم مننا أو كما نرى من المختص النفسي بأن يقول لك لقد أنتهت الجلسة ولنا موعد في الأسبوع القادم ولا تنسى أن تحجز موعد من الآن مع تسديد الرسوم ...
يا الله ما أعظمك وما أكرمك لا تمل منا حتى نمل ولا تغلق بابك في وجهنا مهما بلغت ذنوبنا ومهما زللنا وأخطأنا ... اللهم كن ولي وأعني على نفسي . وكفى بي فخراً وعزةً بأن جعلتني عبدك وجعلتني مسلماً ... اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ...إلهي وخالقي الحمد لك والشكر لك كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .