هل انت مثل هذا الشخص ؟؟

هل نشبه هذا الرجل...

قالوا قديما ً أن رجلا - من عامة الرجال - تزوج امرأة - من عامة النساء- في بلدة لا تختلف كثيرا عن غيرها من البلاد. ثم إنهما رزقا بطفل قاما على تربيته ورعايته كما يفعل كل الآباءوكما يفعلن كل الأمهات.وعندما بلغ السابعة أدخلاه مدرسة كعادة أهل تلك البلاد ، ثم إنه تدرج في دراسته حتى أنهى المرحلة الثانوية بمعدل عادي . وكما فعل أغلب الزملاء قدم أوراقه إلى الجامعة واختار تخصصا عاديا وتخرج منه بعد أربع سنوات عاديات بمستوى متوسط. وتوظف في وظيفة حكومية عادية براتب عادي ، وبعد مدة تزوج كالعادة وأنجب ثم عاش بطريقة عادية جدا وبعد أن كبر وفي ذات ليلة مات ميتة طبيعية اي عادية.


أن تعيش على هامش الحياة لا تؤثر فيها ولا تؤثر فيك , وأن تدع أمواج النمط الإستهلاكي ترمي بك على كل شاطيء بدون ان يكون لك حول ولا قوة ولا قدرة ولا حتى رغبة في مقاومتها
فأنت تثبت لوحة بحجم التساؤل على ما تبقى من مساحات الحرية على جبينك تقول :
أنا "شخص عادي".

وأن تقبل بالواقع المرير الذي يمارس عليك يوميا متذرعا ً بأن القناعة كنز لا يفنى ، وأن تفني الشباب الذي ستسأل عنه يوم القيامة بين ميادين الملاعب
وميادين الأسواق وبين شاشات التلفزيون
ووشوشات الليالي
ثم ترفع حاجبيك قائلا " وماذا تريدنا أن نفعل "

فأنت تصرخ في صمتك قائلا " أنا شخص عادي" .

وأن تتوزع رغباتك بين سيارة جديدة أو غزوة من غروات الصيف الساخنة
أو جوال جديد شغلت المجالس بالحديث عنه
فأنت تبتسم في وجه كل من يريد التعرف إليك قائلا " مرحبا .. أنا شخص عادي" .

وأنت بلغة أشد وقاحة شخص فرضت عليه كل القرارات التي يظن أنها خيارات
وكل واحد منها أسوأ من الآخر،
لكنه لا يملك خيارات أخرى
لأنه ارتضى أن يكون تابعا يملي عليه كل مستفيد مايريد وهو السامع المطيع.

هل قيّمت نفسك يوما لترى هل ميزان المزايا لصالحك ؟
هل حاولت يوما اكتشاف أخطاءك ومن ثم إصلاحها ؟


هل نظرت عن كثب إلى ما مضى من عمرك
وهل مكتسباتك خلال تلك الفترة توازي أو حتى تقترب مما يفترض بها أن تكون؟


هل وضعت خططا لما سوف يكون عليه حالك بعد خمس سنوات
من الآن أم أنك حتى لا تعلم ما إذا كنت ستسدد فاتورة التليفون هذا الشهر أم الشهر القادم؟

هل صنعت إنجازا تظن أنه قد يكون فخرا لك ولأبنائك من بعدك ؟

هل تركت بصمتك على ما قمت به من أعمال أم أنك كنت الرجل العادي الذي لا يترك أثرا؟

وبلغة أكثر عملية.. هل قرأت كتابا جادا خلال الفترة الماضية؟؟
هل فكرت في حلول للواقع المزري الذي نعيشه جميعا ؟

هل بدأت بنفسك؟؟

إذا أجبت عن كل الأسئلة أعلاه بالاجابة السهلة فألف مبروك :

أنت شخص عادي ولتهنأ بالراحة من كل عناء ... حتى عناء التفكير